responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 466

دع المكارم لا ترحل لبغيتها

و اقعد فانّك أنت الطاعم الكاسي‌

الثالث: أن تكون الفاصلة لائقة بما تقدمها من ألفاظ الجزء من الرسالة أو البيت من الشعر و تكون مستقرة في قرارها و متمكنة في موضعها حتى لا يسدّ مسدّها غيرها و إن لم تكن قصيرة قليلة الحروف، كقوله تعالى: وَ أَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَ أَبْكى‌. وَ أَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَ أَحْيا. وَ أَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى‌ [1]. فابكى مع أضحك و أحيا مع أمات و الانثى مع الذكر. و قوله تعالى: وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى‌. وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى‌ [2]، فالأولى مع الآخرة و الرضا مع العطية في نهاية الجودة و غاية حسن الموقع.

و من الشعر قول الحطيئة:

هم القوم الذين إذا ألمّت‌

من الأيام مظلمة أضاءوا

و قول أبي نواس:

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشّفت‌

له عن عدوّ في ثياب صديق‌

و هذا معنى واسع لحسن المقطع، لأنّ حسن الانتهاء أو الخاتمة تخص الرسالة او الخطبة او القصيدة، و لكن العسكري في هذا القسم يدخل نهاية أي كلام سواء أكان عبارة أم بيت شعر، و يضم الفاصلة و القافية الى هذا النوع.

حسن النّسق:

هو التنسيق أو تنسيق الصفات او التمزيج‌ [3].

الحشو:

حشا: ملا، و اسم ذلك الشي‌ء الحشو على لفظ المصدر، و قد سمّي القطن «الحشو» لانه يحتى به الفرش و غيرها [4].

سمّاه قوم «الاتّكاء» [5]، و قد تقدّم، قال قدامة: «هو أن يحشى البيت بلفظ لا يحتاج اليه لاقافة الوزن» [6]، كقول أبي عدي القرشي:

نحن الرؤوس و ما الرؤوس إذا سمت‌

في المجد للأقوام كالأذناب‌

فقوله: «للاقوام» حشو.

و نقل المرزباني كلام قدامة و مثاله‌ [7]، و قال الحاتمي «و هذا باب لطيف جدا لا يتيقظ له إلا من كان متوقد القريحة متباصر الآلة، طبا بمجاري الكلام عارفا بأسرار الشعر، متصرفا في معرفة أفانينه» [8].

و ذكر العسكري ثلاثة أضرب للحشو: اثنان منها مذمومان و واحد محمود، فأحد المذمومين أن يدخل في الكلام لفظ لو سقط لكان الكلام تاما مثل قول الشاعر:

أنعى فتى لم تذرّ الشّمس طالعة

يوما من الدهر إلا ضرّ أو نفعا

فقوله: «يوما من الدهر» حشو لا يحتاج اليه لأنّ الشمس لا تطلع ليلا.

و الضرب الثاني: العبارة عن المعنى بكلام طويل لا فائدة في طوله و يمكن أن يعبّر عنه بأقصر منه كقول النابغة:


[1] النجم 43- 45.

[2] الضحى 4- 5.

[3] حدائق السحر ص 150، نهاية الايجاز ص 113، تحرير التحبير ص 425، بديع القرآن ص 164، جوهر الكنز ص 154، 297، الفوائد ص 191، خزانة الادب ص 415، الاتقان ج 2 ص 92، أنوار الربيع ج 6 ص 132، نفحات ص 204، شرح الكافية ص 249.

[4] اللسان (حشا).

[5] العمدة ج 2 ص 69.

[6] نقد الشعر ص 248.

[7] الموشح ص 365.

[8] حلية المحاضرة ج 1 ص 190.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 466
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست