اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب الجزء : 1 صفحة : 428
لم خصّت طلوع الشمس و غروبها دون
أثناء النهار؟
فقال: لأنّ وقت الطلوع وقت الركوب
الى الغارات، و وقت الغروب وقت قرى الضيفان، فذكرته في هذين الوقتين مدحا له بأنّه
كان يغير على اعدائه و يقري أضيافه.
و أخذ المصري و ابن الاثير الحلبي
و الحموي و السيوطي و المدني بتعريف ابن منقذ و أمثلته[1] و قال الحموي: «هذا النوع أعني التنكيت يستحق لغرابته
أن يعدّ مع المماثلة و الموازنة و مع التطريز و الترصيع»[2]، و قد عدّه السيوطي مختصا بالفصاحة
دون البلاغة، مثله في ذلك مثل الفرائد[3].
التّنكير:
النكرة إنكارك الشيء و هو نقيض المعرفة
و النكرة خلاف المعرفة، و التنكير خلاف التعريف[4]. و قد تقدّم الكلام عليه في «التعريف و التنكير».
قال ابن منقذ: «هو أن يصحب اللفظ و المعنى لفظ آخر و
معنى آخر يزري به و لا يقوم حسن أحدهما بقباحة الآخر»[6] فيكون كمدح بعضهم لعبد اللّه
البجلي حيث قال:
يقال
عبد اللّه من بجيله
نعم
الفتى و بئست القبيله
فقال عبد اللّه: ما مدح من هجي
قومه.
و من ذلك قول النابغة:
نظرت
إليك بحاجة لم يقضها
نظر
العليل الى وجوه العوّد
هجّن البيت بذكر العلة.
و منه قول بعض العرب:
ألا
إنما ليلى عصا خيزرانة
إذا
غمزوها بالأكفّ تلين
ذكر ابن قتيبة أنّه لما أنشده
بشارا قال له: هجّنت شعرك بقولك «عصا» و
لو قلت: «عصا مخّ» أو «زبد» لم
تزل الهجنة.
و أحسن من هذا قولي:
و
حوراء المدامع من معدّ
كأنّ
حديثها ثمر الجنان
أذا
قامت لطيتها تثنّت
كأنّ
عظامها من خيزران
و منه قول أبي تمام:
تسعون
ألفا كآساد الشّرى نضجت
جلودهم
قبل نضج التين و العنب
قيل: إنّه هجين؛ لأنّه لا فائدة في
اختصاصه بالتين و العنب دون التمر.
التّهذيب:
التهذيب كالتنقية، هذب الشيء
يهذبه هذبا و هذّبه: نقّاه و أخلصه[7]. عقد ابن منقذ بابا سماه «التهذيب و الترتيب» و قال: «و من التهذيب أن يخلص المعنى قبل
السبك للفظ و القوافي قبل الأبيات»[8]. و أتبع الباب بجملة وصايا تتصل
بنظم
[1]تحرير
التحبير ص 499، بديع القرآن ص 212، جوهر الكنز ص 216، خزانة الادب ص 375، معترك ج
1 ص 396، الاتقان ج 2 ص 90، شرح عقود الجمان ص 150، أنوار الربيع ج 5 ص 353، شرح
الكافية ص 274.