فكقول أبي تمام فيمن سرق له شعرا و هو محمد بن يزيد الرقي:

و قال المصري في الفرق بينه و بين التهكم و الهزل الذي يراد به الجد: «إنّ التندير ظاهر جدّ و باطنه هزل بخلاف البابين» [1].

و قال الحلبي و النويري: «هو أن يأتي المتكلم بنادرة حلوة أو نكتة مستظرفة يعرض فيها بمن يريد ذمه بأمر، و غالبا ما يقع في الهزل» [2]، و ذكرا أبيات أبي تمام أيضا.

التّنزيل:

أنزله غيره و استنزله بمعنى، و نزّله تنزيلا، و التنزيل أيضا: الترتيب و التنزيل: النزول في مهلة [3].

و التنزيل هو ترتيب الأشياء من الأعلى الى الأدنى، و قد ذكره الدّمنهوري فقال: «الانتقال من الادنى الى الأعلى في الوجوه المرادة نحو: «لا أبالي بالوزير و لا بالسلطان» و التنزيل عكس الترقي نحو: «هذا الأمر لا يعجز السلطان و لا الوزير» [4]. و قد ورد هذا النوع في قول عبد الرحمن الخضري:

التّنسيق:

النسق من كلّ شي‌ء: ما كان على طريقة نظام واحد، و قد نسّقته تنسيقا، و التنسيق: الترتيب‌ [5].

تحدّث الوطواط عن «تنسيق الصفات» و قال:

«و تكون هذه الصنعة بأن يذكر الكاتب أو الشاعر شيئا بجملة أسماء أو جملة صفات متوالية» [6].

كقوله تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ‌ [7]. و منه قوله- صلّى اللّه عليه و سلّم-: «ألا أخبركم بأحبّكم إليّ و أقربكم مني مجالس يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا، الموطؤون أكنافا، الذين يألفون و يؤلفون. ألا أخبركم بأبغضكم اليّ و أبعدكم مني مجالس يوم القيامة أسوؤكم أخلاقا الثرثارون المتفيهقون». و منه قول العباس بن عبد المطلب في مدح المصطفى عليه السّلام:

و قول حسان:

[1] تحرير ص 573، بديع القرآن ص 285.

[2] حسن التوسل ص 307، نهاية الارب ج 7 ص 172.

[3] اللسان (نزل).

[4] حلية اللب ص 171.

[5] اللسان (نسق).

[6] حدائق السحر ص 150.

[7] الحشر 23.