اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب الجزء : 1 صفحة : 42
لعن
الاله بني كليب إنّهم
لا
يغدرون و لا يفون لجار
فقوله: «لا يفون» احتراس لئلا يتوهم أنّ عدم غدرهم من الوفاء فقال: «و لا يفون» ليفيد أنه للعجز، و قوله:
«لجار» ايغال؛ لأنّ ترك الوفاء للجار أشد
قبحا.
الأحجية:
الاحجية مفرد الأحاجي و قد تقدمت،
و الأحجية اللغز و المعمى، و هذا قريب من التورية[1].
الاختتام:
الاختتام من اختتم، و هو نقيض
الافتتاح[2].
و هو في البلاغة أن يختم البليغ كلامه في أي مقصد كان بأحسن الخواتم
فانها آخر ما يبقى على الاسماع.
و ينبغي تضمينها معنى تاما يؤذن
السامع بأنه الغاية و المقصد و النهاية. و هذه تسمية العلوي[3] أما غيره فيسميه حسن الختام أو
الخاتمة[4].
و من أمثلة ذلك خواتيم القرآن
الكريم «فانّ اللّه تعالى ختم كل سورة من سوره
بأحسن ختام و أتمّها بأعجب إتمام، ختاما يطابق مقصدها و يؤدي معناها من أدعية أو
وعد أو وعيد أو موعظة أو تحميد و غير ذلك من الخواتيم الرائقة»[5]. و من ذلك
ما قاله أبو تمام يذكر فتح عمورية و يهنىء المعتصم بها:
إن
كان بين صروف الدهر من رحم
موصولة
أو ذمام غير مقتضب
فبين
أيامك اللاتي نصرت بها
و
بين أيام بدر أقرب النّسب
و ما قاله المتنبي:
قد
شرّف اللّه أرضا أنت ساكنها
و
شرّف الناس إذ سوّاك إنسانا
و ما قاله أبو نواس في المأمون:
فبقيت
للعلم الذي تهدي له
و
تقاعست عن يومك الأيام
الاختراع:
الاختراع من اخترع الشيء أي
ارتجله، و الخرع- بالتحريك- و الخراعة: الرخاوة في الشيء، و منه قيل لهذه الشجرة
الخروع لرخاوته، و قيل: الخروع: كل نبات قصيف ريّان من شجر أو عشب، و كل ضعيف رخو
خرع و خريع[6].
و الاختراع عند ابن وهب «ما اخترعت له العرب اسما مما لم تكن
تعرفه»[7] و
ليس هذا ما قصد اليه البلاغيون و النقاد، فالاختراع عند ابن رشيق: «خلق المعاني التي لم يسبق اليها و
الاتيان بما لم يكن منها قط، و الابداع إتيان الشاعر بالمعنى المستظرف و الذي لم
تجر العادة بمثله، ثم لزمته هذه التسمية حتى قيل له بديع و إن كثر و تكرر، فصار
الاختراع للمعنى و الابداع للفظ»[8]. ثم قال: «و اشتقاق الاختراع هو من التليين، يقال «بيت خرع» إذا كان لينا، و الخروع «فعول» منه،
فكأنّ الشاعر سهّل طريقة هذا المعنى و لينه حتى أبرزه»، و هذا ما أشارت اليه
المعاجم في «خرع».
و عدّ القرطاجني الاختراع الغاية
في الاستحسان، قال: «فمراتب الشعراء فيما يلمّون به من المعاني
إذن
[1]عروس
الأفراح ج 4 ص 473. و ينظر المثل السائر ج 2 ص 224.