اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب الجزء : 1 صفحة : 397
كلامه باسم منفي ب «ما» خاصة ثم يصف الاسم المنفي بمعظم أوصافه اللائقة به إما في الحسن او
القبح ثم يجعله أصلا يفرع منه معنى في جملة من جار و مجرور متعلقة به تعلق مدح او
هجاء أو فخر او نسيب أو غير ذلك يفهم من ذلك مساواة المذكور بالاسم المنفي الموصوف
و منه أبيات الأعشى السابقة. و قد سمّى ابن منقذ هذا النوع النفي[1].
و من التفريع نوع ثالث و هو تفريع
معنى من معنى من غير تقدم نفي و لا جحود كقول ابن المعتز:
و قال القزويني: «هو أن يثبت لمتعلق أمر حكم بعد اثباته
لمتعلق له آخر»[3] و
منه قول الكميت، و تبعه شراح التلخيص[4].
و ذكر السّيوطي فنّا سمّاه «التأسيس و التفريع» و قال: «هذا نوع لطيف اخترعته لكثرة استعماله
في الكلام النبوي، و لم أر في الأنواع المتقدّمة ما يناسبه فسمّيته بالتأسيس و
التفريع، و ذلك أن يمهّد قاعدة كلّيّة لما يقصده ثم يرتّب عليها المقصود كقوله-
صلى اللّه عليه و سلم-: «لكل دين خلق، و خلق هذا الدين الحياء». و قد استعمل- صلّى اللّه عليه و
سلّم- مثل هذا في تقريراته كثيرا»[5].
فالتفريع له معنيان عند علماء
البلاغة، الاول: ما ذكره الخطيب القزويني و شراح التلخيص، و الثاني ما ذكره
البديعيون و الزنجاني في معيار النظار. و الى ذلك أشار المدني، و قال إنّ النوع
الثاني «سماه بعضهم النفي و الجحود»[6].
التّفريق:
الفرق: خلاف الجمع، فرقة يفرقه
فرقا و فرّقه، و قيل: فرق للصلاح فرقا، و فرّق للافساد تفريقا[7].
و قال المدني: «التفريق في اللغة ضد الجمع لا الاجتماع كما
وهم ابن حجة، و ضد الاجتماع إنما هو الافتراق لا التفريق»[8].
و سمّاه الحلبي و النّويري «التفريق المفرد»[9] و قال السكاكي: «هو أن تقصد الى شيئين من نوع فتوقع
بينهما تباينا»[10]، كقول الوطواط:
ما
نوال الغمام وقت ربيع
كنوال
الأمير وقت سخاء
فنوال
الأمير بدرة عين
و
نوال الغمام قطرة ماء
و عرّفه بمثل ذلك ابن مالك و القزويني
و العلوي و الحموي و السيوطي و المدني و شراح التلخيص[11].