قال ابن منقذ: «هو أن تكون الكلمة مجانسة لما قبلها
أو لما بعدها أو متعلقة بها بسبب من الأسباب»[2]، كقول أبي تمام:
السيف
أصدق أنباء من الكتب
في
حدّه الحدّ بين الجدّ و اللّعب
التّطويل:
الطول: نقيض القصر، و طوّل: أطال،
يقال: طوّل لفرسك يا فلان، أي أرخ له حبله في مرعاه»[3].
قال ابن سنان: «التطويل هو أن يعبّر عن المعاني بألفاظ
كثيرة كل واحد منها يقوم مقام الآخر، فأي لفظ شئت من تلك الالفاظ حذفته و كان
المعنى على حاله، و ليس هو لفظا متميزا مخصوصا كما كان الحشو لفظا متميزا مخصوصا»[4].
و قال ابن الأثير: «هو أن يدلّ على المعنى بلفظ يكفيك
بعضه في الدلالة عليه»[5]، كقول العجير السلولي:
طلوع
الثنايا بالمطايا و سابق
الى
غاية من يبتدرها يقدّم
فصدر هذا البيت فيه تطويل لا حاجة
اليه و عجزه من محاسن الكلام.
و قال القزويني: «هو أن لا يتعين الزائد في الكلام
كقوله: «و ألفى قولها كذبا و مينا» فإنّ
الكذب و المين واحد»[6].
وعدّ بعضهم التطويل عيّا، قال
الرماني: «فأما التطويل فعيب وعيّ، لأنّه تكلف فيه
الكثير فيما يكفي منه القليل فكان كالسالك طريقا بعيدا جهلا منه بالطريق القريب. و
أما الاطناب فليس كذلك لأنّه كمن سلك طريقا بعيدا لما فيه من النزهة و الفوائد
العظيمة فيحصل في الطريق الى غرضه من الفائدة على نحو ما يحصل له بالغرض المطلوب»[7]. و نقل ذلك
الصنعاني و قال: «و هذا الاطناب و هو بلاغة و ليس
بالتطويل الذي هو عيّ لأنّه يتكلف فيه التكثير فيما يكفي فيه القليل فكان كالسالك
طريقا بعيدا جهلا منه بالطريق القريب، و الإطناب ليس كذلك لأنّه كما قال الرماني
يكون كمن سلك طريقا بعيدا لما فيه من النزه الكثيرة و الفوائد العظيمة فيحصل له في
الطريق الى غرضه من الفائدة على نحو ما يحصل له بالغرض المطلوب»[8]. و ذكر ابن
الاثير مثل ذلك فقال: «فانّ مثال الايجاز و الاطناب و التطويل مثال مقصد يسلك اليه في ثلاثة طرق،
فالايجاز هو أقرب الطرق الثلاثة اليه، و الاطناب و التطويل هما الطريقان
المتساويان في البعد اليه، إلا أنّ طريق الاطناب تشتمل على منزّه من المنازه لا
يوجد في طريق التطويل»[9].
التّظريف:
الظّرف: البراعة و قيل: حسن
العبارة و الحذق بالشيء، و قد ظرف يظرف و هم الظرفاء و رجل
- ص 154، نفحات
ص 257، التبيان في البيان ص 325، شرح الكافية ص 198.