responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 352

و إذا الرياح مع العشيّ تناوحت هوج الرمال‌

ألفيتنا نفري الغبيط لضيفنا قبل القتال و منه قول الآخر:

اسلم و دمت على الحوادث مارسا

ركنا ثبير أو هضاب حراء

ونل المراد ممكنا منه على‌

رغم الدهور وفز بطول بقاء

و يصيران من المجزوء بقافية آخرى:

اسلم و دمت على الحوادث مارسا ركنا ثبير

ونل المراد ممكنا منه على رغم الدهور

و في هذا الفن تكلف ظاهر و لذلك لا يستعمل إلّا قليلا، و هو كما قال ابن الأثير: «ليس من الحسن في شي‌ء» [1]، و لذلك لم يهشّ له أصحاب البديعيات، و قد قال الحموي: «و لا شك في أنّ هذا النوع لا يأتي إلا بتكلف زائد و تعسف، فانه راجع الى الصناعة لا الى البلاغة و البراعة» [2].

التّشطير:

الشّطر نصف الشي‌ء، و الجمع أشطر و شطور، و شطرته جعلته نصفين‌ [3].

و هذا الفن من ابتداع العسكري‌ [4]، و قد عرّفه بقوله: «هو أن يتوازان المصراعان و الجزءان و تتعادل أقسامهما مع قيام كل واحد منهما بنفسه و استغنائه عن صاحبه» [5]. و مثاله قول بعضهم: «من عتب على الزمان طالت معتبته و من رضي عن الزمان طابت معيشته». و منه قول أوس بن حجر:

فتحدركم عبس الينا و عامر

و ترفعنا بكر اليكم و تغلب‌

و قول أبي تمام:

بمصعّد من حسنه و مصوّب‌

و مجمّع من نعته و مفرّق‌

و قول البحتري:

فقف مسعدا فيهن إن كنت عاذرا

و سر مبعدا عنهن إن كنت عاذلا

و جمع ابن منقذ التشطير و المقابلة في باب واحد و قال: «إنّ المقابلة و التشطير هو أن يقابل مصراع البيت الأول كلمات المصراع الثاني» [6]، كقول جرير:

و باسط خير فيكم بيمينه‌

و قابض شرّ عنكم بشماليا

و قول المتنبي:

أزورهم و ظلام الليل يشفع لي‌

و أنثني و ضياء الصّبح يغري بي‌

و قول ذي المرمة:

استحدث الركب عن أشياعهم خبرا

أم راجع القلب من إطرابهم طرب؟

و قال المصري: «هو أن يقسم الشاعر بيته شطرين، ثم يصرّع كل شطر من الشطرين لكنّه يأتي بكل شطر مخالفا لقافية الآخر ليتميز من أخيه فيوافق فيه الاسم المسمّى‌ [7]، كقول مسلم بن الوليد:

موف على مهج في يوم ذي رهج‌

كأنّه أجل يسعى الى أمل‌

و قول أبي تمام:

تدبير معتصم باللّه منتقم‌

للّه مرتغب في اللّه مرتقب‌

ثم قال المصري: «و عندي أنّ بيت أبي تمام أولى من بيت مسلم بهذا الباب؛ لأنّه عمد الى كل شطر قدّره بيتا و صرّعه تصريعا صحيحا، و بيت مسلم شطره‌


[1] المثل السائر ج 2 ص 360.

[2] خزانة الادب ص 120.

[3] اللسان (شطر).

[4] كتاب الصناعتين ص 267.

[5] كتاب الصناعتين ص 411.

[6] البديع في نقد الشعر ص 128.

[7] تحرير الحبير ص 308.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست