responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 33

مقيدا. و الاجازة في قول الخليل: أن تكون القافية طاء و الأخرى دالا و نحو ذلك، و هو الاكفاء في قول أبي زيد، و رواه الفارسي: الاجازة بالراء غير معجمة [1].

فالاجازة «بناء الشاعر بيتا أو قسيما يزيده على ما قبله، و ربما أجاز بيتا أو قسيما بأبيات كثيرة» [2]. فأما ما أجيز فيه قسيم بقسيم فقول بعضهم لأبي العتاهية:

أجز: «برد الماء و طابا»، فقال: «حبّذا الماء شرابا». و أما ما أجيز فيه بيت ببيت فقول حسان بن ثابت و قد أرق ذات ليلة:

متاريك أذناب الامور إذا اعترت‌

أخذنا الفروع و اجتنبنا أصولها

و أجبل فقالت ابنته: يا أبت ألا أجيزك عنه؟ فقال: أو عندك ذاك؟ قالت: بلى. قال: فافعلي، فقالت:

مقاويل للمعروف خرس عن الخنا

كرام يعاطون العشيرة سولها

قال: فحمى الشيخ عند ذاك فقال:

و قافية مثل السنان ردفتها

تناولت من جوّ السماء نزولها

فقالت ابنته:

براها الذي لا ينطق الشعر عنده‌

و يعجز عن أمثالها أن يقولها

و ذكر أنّ العباس بن الأحنف دخل على الذلفاء فقال:

أجيزي عني هذا البيت:

أهدى له أحبابه أترجّة

فبكى و أشفق من عيافة زاجر

فقالت غير مفكرة:

خاف التلوّن إذ أتته لأنّها

لونان باطنها خلاف الظاهر

و أما ما أجيز فيه قسيم بيت ببيت و نصف فقول الرشيد للشعراء: أجيزوا: «الملك للّه وحده» فقال الجماز:

و للخليفة بعده‌

و للمحب إذا ما

حبيبه بات عنده‌

و استجاز سيف الدولة أبا الطيب قول العباس بن الأحنف:

أمنّي تخاف انتشار الحدي

ث؛ و حظي في ستره أوفر

فصنع القصيدة المشهورة:

هواك هواي الذي أضمر

و سرّك سرّي فما أظهر

إلا أنّه خرج فيها عن المقصد.

و الاجازة ليست فنا بديعيا كالجناس أو التورية و انما يدخل في الكلام على الشعر، و لم يدخل في المعجم إلّا لانه قرن الى التضمين كما فعل ابن رشيق حينما عقد بابا واحدا للاجازة و التضمين.

الاجتلاب:

اجتلاب الشعر سوقه و استمداده من الغير، و هو من اجتلب أي ساق و استمد [3].

و قرن الحاتمي و الصنعاني الاجتلاب بالاستلحاق، و قال الثاني عن الأخذ و الاستعانة: «فمنها المحمود و منها المذموم، فأحد رتبه أن يأخذ اللفظ جميعا و المعنى كالبيت و البيتين و السجع التام و السجعتين و ذلك على وجهين: إما أن يكون اجتلابا و استلحاقا فلا يدعي أنّه له، بل يستعين به و يكون مقرا به، مثل ما فعل عمرو بن كلثوم ببيتي عمرو ذي الطوق و هما:

صددت الكأس عنا أمّ عمرو

و كان الكأس مجراها اليمينا


[1] العمدة ج 2 ص 50، اللسان (جوز).

[2] العمدة ج 2 ص 89، و ينظر نضرة الأغريض ص 194 و ما بعدها.

[3] اللسان (جلب).

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست