responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 317

و نقل ذلك السيوطي و المدني‌ [1].

التّسميط:

السّمط: الخيط ما دام فيه الخرز و إلا فهو سلك، و السمط خيط النظم لأنّه يعلق، و السمط: الخيط الواحد المنظوم. و سمط الشي‌ء سمطا: علّقه، و سمّطت الشي‌ء: علقته على السموط تسميطا، و سمّطت الشي‌ء: لزمته‌ [2].

قال المدني: «التسميط مأخوذ من «السّمط»- بكسر السين المهملة و سكون الميم- و هو خيط النظم، كأنّهم جعلوا القافية كالسمط، و الأجزاء المسجعة بمنزلة حبات العقد، أو من السمط بمعنى القلادة كأنّهم جعلوا البيت بتفصيله بالأجزاء المسجعة كالقلادة المفصّلة بالجواهر المتناسبة، و هو عبارة عن أن يجعل الشاعر البيت من قصيدة أو كل بيت منها أربعة أقسام، ثلاثة منها على سجع واحد مع مراعاة القافية في الرابع» [3].

و قال التبريزي: «التسميط اعتماد الشاعر تصيير مقاطع الأجزاء في البيت على سجع أو شبيه به أو من جنس واحد في التصريف و التمثيل. و سمّي تسميطا تشبيها بالمسمّط في نظمه» [4]. كقول امرى‌ء القيس:

مكر مفر مقبل مدبر معا

كجلمود صخر حطّه السّيل من عل‌

فأتى باللفظتين الاوليين مسجوعتين في تصريف واحد و جاء التاليتين شبيهتين بهما في التعديل و التمثيل.

و المراد من هذا أن تكون الأجزاء متوالية أو أن تكون مسجوعة.

و نقل البغدادي هذا الكلام‌ [5]، و قال المصري:

«هو أن يعتمد الشاعر تصيير بعض مقاطع الأجزاء أو كلها في البيت على سجع يخالف قافية البيت» [6]. كقوله تعالى: وَ رَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ، وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى‌ بَعْضٍ وَ آتَيْنا داوُدَ زَبُوراً [7]. و منه قول مروان بن حفصة:

هم القوم إن قالوا أصابوا و إن دعوا

أجابوا و إن أعطوا أطابوا و أجزلوا

و يسمّى هذا «تسميط التبعيض»، و منه نوع آخر يسمّى «تسميط التقطيع» و هو «أن يسجع جميع أجزاء التفعيل على رويّ يخالف رويّ القافية» [8] كقول المصري نفسه:

و أسمر مثمر بمزهر نضر

من مقمر مسفر عن منظر حسن‌

و الفرق بين التسميط و التفويف تسجيع بعض أجزاء بيت التسميط و خلوّ كل أجزاء بيت التفويف من السجع‌ [9]. و الفرق بينه و بين التسجيع كون أجزاء التسجيع على روي قافية و ليس كذلك التسميط [10].

و تحدث المظفر العلوي عن التضمين و قال:

«و يسمّى التسميط و التوشيح، و هذا في أشعار العرب قليل جدا و قد استعمل المحدثون من ذلك ما لا يأتي عليه الاحصاء كثرة و عدّا و اليسير منه دليل على الكثير.

قال الأخطل:


[1] معترك ج 1 ص 462، عقود الجمان ص 132، انوار الربيع ج 2 ص 214، نفحات ص 121، شرح الكافية ص 92.

[2] سمط (اللسان).

[3] أنوار الربيع ج 6 ص 190، و ينظر الايضاح في شرح مقامات الحريري ص 17.

[4] الوافي ص 292.

[5] قانون البلاغة ص 456.

[6] تحرير التحبير ص 295، بديع القرآن ص 101.

[7] الاسراء 55.

[8] تحرير ص 295.

[9] تحرير ص 295.

[10] تحرير ص 300.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 317
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست