responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 152

العدو [1].

و الاغارة من السرقات، قال الحاتمي: «و هو أن يسمع الشاعر المفلق و الفحل المتقدم الأبيات الرائعة ندرت لشاعر في عصره و باينت مذاهبه في أمثالها من شعره و يكون بمذهب ذلك الشاعر المغير أليق و بكلامه أعلق فيغير عليها مصافحة و يستنزل شاعرها عنها قسرا بفضل الاغارة فيسلمها اليه اعتمادا لسلمه و مراقبة لحربه و عجزا عن مساجلة يمينه» [2].

و قال ابن رشيق في باب السرقات: «الاغارة: أن يصنع الشاعر بيتا و يخترع معنى مليحا فيتناوله من أعظم منه ذكرا و أبعد صوتا فيروى له دون قائله كما فعل الفرزدق بجميل و قد سمعه ينشد:

ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا

و إن نحن أومأنا الى الناس وقّفوا

فقال: متى كان الملك في بني عذرة؟ إنما هو في مضر و أنا شاعرها، فغلب الفرزدق على البيت و لم يتركه جميل و لا أسقطه من شعره، و قد زعم بعض الرواة أنّه قال له: تجاف لي عنه، فتجافى جميل عنه، و الأول أصح. فما كان هكذا فهو إغارة، و قوم يرون أنّ الإغارة أخذ اللفظ بأسره و المعنى بأسره، و السّرق أخذ بعض اللفظ أو بعض المعنى، كان ذلك لمعاصر أو قديم» [3]. و نقل الصنعاني هذا الكلام‌ [4]. و قال المظفر العلوي: «هي ادعاء اللفظ و المعنى من غير أن يفكر الشاعر او يتعنّى، فما ذم شاعر في السرقات بأقبح منها» [5] و قال: هي «أقبح وجوه السرقات و أشنعها و أدناها منزلة و أوضعها» [6].

و من الاغارة ما قاله ذو الرّمة: لقيت الفرزدق يوما فقلت له: لقد قلت أبياتا إنّ لها لعروضا، و إنّ لها لمرادا و معنى بعيدا. فقال لي: ما قلت؟ قلت: قلت:

أحين أعاذت بي تميم نساءها

و جُرّدت تجريد اليماني من الغمد

و مدّت بضبعيّ الرباب و مالك‌

و عمر و شالت من ورائي بنو سعد

و من آل يربوع زهاء كأنّها

دجى الليل محمود النكاية و الورد

فقال له الفرزدق: لا تعودنّ بها، فأنا أحق بها منك.

فقال: و اللّه لا أعود فيها أبدا و ما أرويها إلا لك فهي في قصيدة الفرزدق التي يقول فيها:

و كنّا إذا القيسيّ نبّ عتوده‌

ضربناه فوق الانثيين على الكرد

و كان الأحوص بقباء فمرّ عليه موسى شهوات فأنشد قصيدة له حتى مرّ بهذا البيت:

و كذاك الزمان يذهب بالنا

س و تبقى الديار و الآثار

فقال الأحوص على رويّها قصيدة أولها:

ضوء نار بدا لعينك أم شبّ

ت بذي الأثل من سلامة نار

فأدخل فيها هذا البيت فقال موسى شهوات: «ما رأيت مثلك يا أحوص، أنشدتك قصيدة لي فذهبت بأفضل بيت فيها فقال الأحوص: «و اللّه ما هو لي و لا لك، و ما هو إلا للبيد حيث يقول:

و كذاك الزمان يذهب بالنا

س و تبقى الديار و الآثار

فعفا آخر الزمان عليهم‌

فعلى آخر الزمان الديار [7]

الإغراب:

الإغراب هو الاستغراب و قد تقدم، و ذلك بأن يأتي‌


[1] اللسان (غور).

[2] حلية المحاضرة ج 2 ص 39.

[3] العمدة ج 2 ص 284.

[4] الرسالة العسجدية ص 54.

[5] نضرة الأغريض ص 445.

[6] نضرة الاغريض ص 217.

[7] حلية المحاضرة ج 2 ص 39- 41.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست