اسم الکتاب : معجم القواعد العربية في النحو و التصريف المؤلف : دقر، عبدالغني الجزء : 1 صفحة : 454
و من ذلك في الاستفهام «أجدّك لا
تفعل كذا و كذا؟» كأنه قال: «أحقا لا تفعل كذا و كذا؟»، و أصله من الجدّ، كأنّه
قال: أجدّا، و لكنه لا يتصرّف، و لا يفارقه الإضافة كما كان ذلك في «لبّيك» و
«معاذ اللّه» (انظر أجدّكما).
9- مصادر من النّكرة يبتدأ بها كما يبتدأ بما فيه الألف و اللام:
و ذلك
قولك: سلام عليك، و خير بين يديك، و ويل لك، و ويح لك، و ويس لك، و ويلة لك، و
عولة لك، و خير لك، و شرّ له، أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى
الظَّالِمِينَ فهذه المصادر كلّها مبتدأة مبنيّ عليها ما بعدها، و المعنى فيهن
أنّك ابتدأت شيئا قد ثبت عندك، و فيها ذلك المعنى- أي معنى الدعاء- كما أنّ «رحمة
اللّه عليه» فيه معنى «رحمه اللّه»- و هو الدّعاء-.
كما أنّهم
لم يجعلوا «سقيا و رعيا» بمنزلة هذه المصادر المرفوعة، و مثل الرّفع
طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ.
و أمّا
قوله تعالى جدّه: فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ* و
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ. فإنّه لا ينبغي أن تقول إنّه
دعاء ههنا، لأنّ الكلام بذلك قبيح فكأنه- و اللّه أعلم- قيل لهم: ويل للمطففين، و
ويل يومئذ للمكذبين، أي هؤلاء ممّن وجب هذا القول لهم، لأنّ هذا الكلام إنّما يقال
لصاحب الشّر و الهلكة، فقيل: هؤلاء ممّن دخل في الشّرّ و الهلكة و وجب لهم هذا. و
من هذا الباب «فداء لك أبي و أمي».
و بعض
العرب يقول: «ويلا له» و «عولة لك» و يجريها مجرى خيبة، و الرّفع أكثر في كلامهم.
10- المصادر المحلّاة بأل و التي يختار فيها الابتداء:
و ذلك
قولك: الحمد للّه، و العجب لك، و الويل لك، و التّراب لك، و الخيبة لك.
و إنّما
استحبّوا الرفع فيه لأنّه صار معرفة فقوي في الابتداء. و أحسنه إذا اجتمع نكرة و
معرفة أن يبتدىء بالأعرف.
و ليس كلّ
مصدر يصلح للابتداء، كما أنّه ليس كلّ مصدر يدخل فيه الألف و اللّام من هذا الباب،
لو قلت: السّقي لك و الرّعي لك، لم يجز- أي إلّا سقيا و رعيا- و من العرب من ينصب
بالألف و اللام من ذلك قولك: الحمد للّه فينصبها عامّة بني تميم و ناس من العرب
كثير.