responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم القواعد العربية في النحو و التصريف المؤلف : دقر، عبدالغني    الجزء : 1  صفحة : 435

المضارع المجزوم بجواب الطّلب:

ينجزم المضارع بجواب الطلب إذا كان جوابا لأمر، أو نهي، أو استفهام، أو تمنّ، أو عرض.

فأمّا ما انجزم بالأمر فقولك: «ائتني آتك» و نحو قوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ‌ [1].

و أمّا ما انجزم بالنّهي فقولك: «لا تفعل يكن خيرا لك».

و أمّا ما انجزم بالاستفهام فقولك:

«أين تكون أزرك».

و أمّا ما انجزم بالتّمني فقولك: «ليتك عندنا تحدّثنا».

و أمّا ما انجزم بالعرض فقولك: «ألا تنزل عندنا تصب خيرا».

و إنّما انجزم المضارع بجواب الطّلب كما انجزم جواب «إن تأتني أكرمك» أي لا يكون الجزم بجواب الطّلب إلّا أن يكون بمعنى الشّرط، فإذا قال: «ائتني آتك» فإنّ معنى كلامه: إن تأتني آتك، أو إن يكن منك إتيان آتك.

و إذا قال: «أين بيتك أزرك» فكأنّه قال إن أعلم مكان بيتك أزرك، و ممّا جاء من هذا الباب في القرآن قوله عزّ و جلّ:

فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ ....

الآية ... [2] و قوله تعالى: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى‌ تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ‌ إلى قوله تعالى ... يَغْفِرْ لَكُمْ‌ [3] و مما جاء منجزما بالاستفهام قول جابر بن جنيّ:

إلا تنتهي عنّا ملوك و تتّقي‌

محارمنا لا يبؤ الدّم بالدّم‌ [4]

و هناك كلمات تنزّل منزلة الأمر و النّهي لأنّ فيها معنى الأمر و النّهي- يجزم المضارع بعدها بجواب الطّلب.

فمن تلك الكلمات: حسبك، و كفيك، و شرعك، و أشباهها تقول:

حسبك ينم الناس، و شرعك يرتح النّاس، و مثل ذلك: «اتّقى اللّه امروء و فعل خيرا يثب عليه» لأنّ فيه معنى ليتّق اللّه امرؤ و ليفعل خيرا، و كذلك ما أشبه هذا.

يقول سيبويه: و سألت الخليل عن قوله عزّ و جل: فَأَصَّدَّقَ وَ أَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ‌ [5] فقال: لمّا كان الفعل‌


[1] الآية «151» من سورة الأنعام «6».

[2] الآية «61» من سورة آل عمران «3».

[3] الآية «10- 12» من الصف «61».

[4] لا يبؤ من البواء: و هو القود، و الشاهد جزم لا يبؤ بجواب: إلّا تنتهي.

[5] الآية «10» من سورة المنافقين «63» و أول الآية: وَ أَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ: رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى‌ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَ أَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ‌.

اسم الکتاب : معجم القواعد العربية في النحو و التصريف المؤلف : دقر، عبدالغني    الجزء : 1  صفحة : 435
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست