و تقول: «أعجبني دقّ الثّوب القصّار» و «أكل الخبز زيد» و «معاقبة اللّصّ الأمير» لا يصلح إلّا أن يكون الأخير هو الفاعل.
و يقول المبرد: و تقول: «أعجبني ضرب زيد عمرا»، و إن شئت قلت:
«أعجبني ضرب زيد عمرو»، إذا كان عمرو ضرب زيدا، و تضيف المصدر إلى المفعول كما أضفته إلى الفاعل و منه يقول سيبويه: سمع أذني زيدا يقول ذلك، قال رؤبة:
رأي عينيّ الفتى أخاكا
يعطي الجزيل فعليك ذاكا
(3) أن يضاف إلى الفاعل، ثمّ لا يذكر المفعول، نحو وَ ما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ [1] أي ربّه،.
(4) عكسه أي أن يضاف إلى المفعول، و لا يذكر الفاعل نحو لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ [2] أي من دعائه الخير.
(5) أن يضاف إلى الظّرف فيرفع و ينصب كالمنوّن نحو «سرّني انتظار يوم الجمعة النّاس علماءهم».
(ب) المصدر العامل المقرون بأل:
عمل المصدر المقرون ب «أل» قليل في السّماع، ضعيف في القياس، لبعده من مشابهة الفعل بدخول «أل» عليه نحو قول الشاعر:
ضعيف النّكاية أعداءه
يخال الفرار يراخي الأجل
و قال مالك بن زغبة الباهلي:
لقد علمت أولى المغيرة أنّني
لحقت فلم أنكل عن الضّرب مسمعا
(ج) المصدر العامل المجرّد [3] و هو المنون:
عمل المصدر المجرّد من «أل» و «الإضافة» أقيس من عمله مضافا، لأنه يشبه الفعل بالتّنكير نحو أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً [4]. و من هذا قول المرّار الأسدي:
أعلاقة أمّ الوليّد بعدما
أفنان رأسك كالثّغام المخلس [5]
أمّ الوليّد: منصوب بعلاقة على أنّه مفعوله، و مثله:
على حين ألهى الناس جلّ أمورهم
فندلا زريق المال ندل الثّعالب
و أنشد سيبويه للمرار بن منقذ:
بضرب بالسّيوف رءوس قوم
أزلنا هامهنّ عن المقيل
[1] الآية «114» من سورة التوبة «9».
[2] الآية «49» من سورة فصلت «41».
[3] و منع الكوفيون: إعمال المصدر المنوّن، و حملوا ما بعده من مرفوع أو منصوب على إضمار فعل.
[4] الآية «14- 15» من سورة البلد «90».
[5] يصف علوّ سنّه و أنّ الشّيب جلّل رأسه فلا يليق به اللهو و الصبا. و الثغام: نبت أبيض.