أمّا «إن» الجزائية
فيجوز أن يتقدّم فيها الاسم الفعل في النّثر و الشعر إذا لم ينجزم لفظا نحو قوله
تعالى:وَ
إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ[2] و مثله قول شاعر من هراة:
الحروف[4]التي لا يليها بعدها إلّا
الفعل و لا تعمل فيه:
فمن تلك الحروف: «قد» لا يفصل بينها و بين الفعل بغيره، و من تلك الحروف أيضا: سوف لأنّها
بمنزلة السّين. و إنّما تدخل هذه السّين على الأفعال، و إنّما هي إثبات لقوله: لن
يفعل، فأشبهتها في أن لا يفصل بينها و بين الفعل.
و من تلك الحروف: ربّما، و قلّما،
و أشباههما كطالما.
جعلوا ربّ مع ما بمنزلة كلمة
واحدة، و هيّأوها ليذكر بعدها الفعل، لأنّهم لم يكن لهم سبيل إلى «ربّ يقول» و لا إلى «قلّ و طال» فألحقوهما «ما» و أخلصوهما للفعل.
و مثل ما لا يدخل إلّا إلى الفعل و
لا يعمل فيه: هلّا، و لو لا، و ألّا، ألزموهنّ، لا، و جعلوا كلّ واحدة مع «لا» بمنزلة حرف واحد، و أخلصوهنّ للفعل، حيث دخل فيهنّ معنى التّحضيض، و
قد يجوز في الشعر تقديم الاسم، قال و هو المرار الفقعسي:
صددت
فأطولت الصّدود و قلّما
وصال
على طول الصّدود يدوم
حرى:
كلمة وضعت للدّلالة على رجاء
الخبر، و هي من النّواسخ تعمل عمل كان، إلّا أنّ خبرها يجب أن يكون جملة فعليّة
مشتملة على مضارع فاعله يعود على اسمها مقترن ب «أن» المصدريّة
وجوبا نحو «حرى عليّ أن يتعلّم» و المعنى: جدير أو
حقيق. و هي ملازمة للماضي.
حسب:
من أفعال القلوب:
و تفيد في الخبر الرّجحان و اليقين
و الغالب كونها للرّجحان،. تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ و الخبر، مثالها
[1]وصف
امرأة و شبهها بالصعدة و هي القناة للرمح، و جعلها في حائر: لأن ذلك أنعم لها و
الحائر: القرارة من الأرض يستقر فيها السيل فيتحير ماؤه.