اسم الکتاب : معجم القواعد العربية في النحو و التصريف المؤلف : دقر، عبدالغني الجزء : 1 صفحة : 211
باب الحاء
حاشى:
حرف من حروف الاستثناء تجرّ ما
بعدها، كما تجر حتّى. هذا ما يراه سيبويه و البصريون، و عند الآخرين: فعل ماض
حكوا: «شتمتهم و ما حاشيت منهم أحدا» و ما تحشّيت
و ما حاشيت: أي ما قلت حاشا لفلان، و الصحيح أنها حرف مثل عدا و خلا تجر المستثنى
و لذلك خفضوا بحاشى كما خفض بهما، قال الشاعر:
حاشى
أبي مروان إنّ به
ضنّا
عن الملحاة و الشتم
و من قال: حاشى لفلان خفضه باللّام
الزّائدة، و من قال: حاشى فلانا أضمر في حاشا مرفوعا، و نصب فلانا بحاشى، و إذا
كانت حرف جر فلها تعلّق، و سيأتي في خلا و تختلف «حاشا» عن
«خلا و عدا» بأمور منها:
أن الجرّ ب «حاشا» هو
الكثير الرّاجح[1] مع
جواز النّصب و عليه قول الشاعر:
حاشا
قريشا فإنّ اللّه فضّلهم
على
البريّة بالإسلام و الدّين
و قوله: «اللّهمّ اغفر لي و لمن يسمع حاشا الشّيطان و أبا الأصبغ».
«حاشا أبا ثوبان بالنصب و منها: أنّ حاشا لا تصحب «ما».
فلا يجوز «قام القوم ما حاشا زيدا».
و أمّا قول الأخطل:
رأيت
النّاس ما حاشا قريشا
فإنّا
نحن أفضلهم فعالا
[1]لذلك
التزم سيبويه و أكثر البصريين حرفيتها و لم يجيزوا النصب، و الصحيح جوازه فقد ثبت
بنقل أبي زيد و أبي عمرو الشيباني و الأخفش و ابن خروف، و أجازه المازني و المبرد
و الزجاج.