يريد: «اليوم» أي:
الشديد، لأنّه مشتقّ من «اليوم»، لكنه قلب.
و قسم قلب توسّعا، من غير ضرورة
تدعو إليه، لكنّه لم يطّرد عليه فيقاس، و ذلك نحو قولهم: «لاث» و
«شاك»، و الأصل:
«شائك» و
«لائث»، لأنّ «لائثا» من «لاث يلوث»، و «شائك» مأخوذ
من «شوكة السلاح». و نحو قولهم: «قسيّ» في جمع «قوس». و قياس جمعها «قؤوس»، نحو قولهم: «فوج و فؤوج». و نحو قولهم:
«رعملي لقد كان كذا» يريدون: «لعمري».
و لا يمكننا استيعاب ما جاء من ذلك
هنا، لسعته، حتى إنّ يعقوب[1] قد أفرد كتابا في «القلب و الإبدال».
فإن قيل: إذا كان من السّعة و
الكثرة، بحيث يتعذّر ضبطه فينبغي أن يكون مقيسا! فالجواب أنّه، مع كثرته، من أبواب
مختلفة، لم يجىء منه في باب ما شيء يصلح أن يقاس عليه، بل لفظ أو لفظان، أو نحو
ذلك.
فإن قال قائل: إذا جاءت الكلمة في
موضع على نظم ما، ثم جاءت في موضع آخر على نظم آخر، فبم يعلم أنّ أحد النظمين أصل
و الآخر مقلوب منه؟ بل لقائل أن يقول: لعلهما أصلان و ليس أحد النظمين مقلوبا من
صاحبه! فالجواب أنّ الذي يعلم به ذلك أربعة أشياء:
أحدها: أن يكون أحد النظمين أكثر
استعمالا من الآخر، فيكون الأكثر استعمالا هو الأصل، و الآخر مقلوبا منه، نحو:
«لعمري» و
«رعملي». فإنّ «لعمري» أكثر
استعمالا. فلذلك ادّعينا أنّه الأصل.
و الثاني: أن يكون أكثر التصريف
على النظم الواحد، و يكون النظم الآخر أقلّ تصرّفا، فيعلم أنّ الأصل هو الأكثر
تصرفا،