responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعجم المفصل في علم الصرف المؤلف : راجی اسمر    الجزء : 1  صفحة : 265

وزنها «فنعلو» و النون زائدة، إذ لو كانت أصليّة لجاء في موضعها حرف من الحروف، التي لا تحتمل الزيادة، نحو «سردأو» مثلا. فعدم مثل ذلك من كلامهم، و لزوم هذا البناء حرف من حروف الزيادة، دليل على أنّ ذلك الحرف زائد.

و أما كون الزيادة لمعنى فنحو حروف المضارعة، و ياء التصغير، و أمثال ذلك. فإنّه بمجرّد وجود الحرف، يعطي معنى، ينبغي أن يجعل زائدا. لأنّه لم يوجد قطّ حرف أصليّ، في الكلمة، يعطي معنى. على أنّ هذا الدليل قد يمكن أن يستغنى عنه بالاشتقاق و التصريف؛ إذ ما من كلمة، فيها حرف معنى إلّا و لها اشتقاق أو تصريف، يعلم به حروفها الأصول من غيرها. لكن مع ذلك قد يعلم كون الحرف زائدا، بكونه لمعنى، من غير نظر إلى اشتقاقه و تصريفه.

فلذلك أوردناه في الأدلّة الموصلة إلى معرفة الزيادة من غيرها.

و أما النظير فأن يكون في اللفظ حرف، لا يمكن حمله إلّا على أنّه زائد، ثم يسمع في ذلك اللفظ لغة أخرى، يحتمل ذلك الحرف فيها أن يحمل على الأصالة، و على الزيادة، فيقضى عليه بالزيادة، لثبوت زيادته في اللغة الأخرى، التي هي نظيرة هذه. و ذلك نحو «تتفل» [1]، فإنّ فيه لغتين: فتح التاء الأولى و ضمّ الفاء، و ضمّها مع الفاء. فمن فتح التاء فلا يمكن أن تكون عنده إلّا زائدة؛ إذ لو كانت أصليّة لكان وزن الكلمة «فعللا»، بضم اللام الأولى، و لم يرد مثل ذلك في كلامهم. و من ضمّ التاء أمكن أن تكون عنده أصليّة، لأنّه قد وجد في كلامهم مثل «فعلل»، بضمّ الفاء و اللام، نحو «برثن».

إلّا أنّه لا يقضى عليها إلّا بالزيادة، لثبوت زيادتها في لغة من فتح التاء.

و أما الخروج عن النظير فأن يكون الحرف إن قدّر زائدا كان للكلمة التي يكون فيها نظير، و إن قدّر أصلا لم يكن لها نظير، أو بالعكس. فإنّه، إذ ذاك، ينبغي أن يحمل على ما لا يؤدّي إلى خروجها عن النظير.

و ذلك نحو «غزويت» [1]، فإنّا إن جعلنا تاءه أصليّة كان وزنه «فعويلا»، و ليس في كلام العرب «فعويل»، فيكون «غزويت» مثله.

و إن جعلناها زائدة كان وزنه «فعليتا»، و هو موجود في كلامهم، نحو «عفريت».

فقضينا، من أجل ذلك، على زيادة التاء.

و أما الدخول في أوسع البابين، عند لزوم الخروج عن النظير، فأن يكون في اللفظ حرف واحد، من حروف الزيادة، إن جعلته زائدا أو أصليّا خرجت إلى بناء لم يثبت في كلامهم فينبغي أن يحمل ما جاء من هذا على أنّ ذلك الحرف فيه زائد، لأنّ أبنية الأصول قليلة، و أبنية المزيد كثيرة منتشرة، فحمله على الباب الأوسع أولى.


[1] التتفل: ولد الثعلب.

1 الغزويت و العزويت: الداهية.

اسم الکتاب : المعجم المفصل في علم الصرف المؤلف : راجی اسمر    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست