اسم الکتاب : المعجم المفصل في النحو العربي المؤلف : عزیزه فوال بابتی الجزء : 1 صفحة : 476
جياد
بني بكر تسامى
على
كان المسوّمة العراب
حيث فصل الفعل «كان» الزائد بين حرف الجر «على» و
الاسم المجرور «المسوّمة».
16- قد يحذف
حرف الجر مع الاسم المجرور إذا لم يتعلّق العرض بذكرهما، أو إذا دلّت عليهما قرينة
تعيّن مكانهما و تمنع اللّبس، كقوله تعالى:وَ اتَّقُوا يَوْماً لا
تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً* و التقدير: لا تجزي فيه نفس عن نفس شيئا.
بدل حرف جر من حرف جر آخر: الأصل
أن لكل حرف جر معنى خاصا يقفز إلى الذّهن لمجرد التّفوّه به، فإذا قلنا: «أمسكت بيد الأعمى» لتبادر إلى الذّهن أن
المقصود ب «الباء» الإلصاق و قول الشاعر:
إن
الذين اشتروا دنيا بآخرة
و
شقوة بنعيم ساء ما فعلوا
لعرفنا أن «الباء» تعني
«البدليّة». و في قوله تعالى:عَيْناً يَشْرَبُ بِها
عِبادُ اللَّهِ «الباء» تعني البعضيّة. ولكن قد يؤدي حرف
الجر معنى آخر مجازيا أو تضمينيا غير معناه الأصلي، فقول القائل: «من الناس من إن تأمنه بدينار يؤدّه
إليك و منهم من إن تأمنه بذهب يخون الأمانة».
ف «الباء» هنا
استعملت في غير معناها الحقيقي، و هي بمعنى «على»، فالمعنى مجازي، و قد يكون المعنى تضميني على تقدير فعل آخر يؤدي
المعنى المراد، فتقول: «خبأت». فالمعنى
المراد: «من الناس من إن خبّات عنده دينارا»
...
و مثل قوله تعالى:وَ يَوْمَ تَشَقَّقُ
السَّماءُ بِالْغَمامِ ف «الباء» هنا تعني «عن» فاستعملت
مجازا بغير معناها الحقيقي، أما المعنى التضميني فعلى اختيار فعل آخر يؤدي المعنى
المراد، و التقدير: تظهر الغيوم في السّماء. و كلّ هذا يتوقف على دلالة الحرف في
المعنى بحيث يفهمه السّامع بغير غموض. و يمكن أن يقتصر الحرف على معناه الحقيقي و
هذا الأغلب، لكن بما أن الحرف أحد أقسام الكلمة الثلاثة، و كلّ من الاسم و الفعل
يستعمل في معناه الحقيقي و المجازي، فجريا عليهما يستعمل الحرف في معناه المجازي
أو التضمينيّ وفاقا لما يجري على نظائره، و ذهب النحاة في نيابة حرف جر عن آخر
مذهبين:
المذهبان في نيابة حرف جر عن
آخر:
المذهب الأول: يقول إن لكل حرف جر
معنى واحدا حقيقيا لا غير يؤدّيه على سبيل الحقيقة لا المجاز. فالحرف «عن» يفيد المجاوزة، مثل:
«ذهبت عن البلد» و هذا معناه الحقيقي، و الحرف «على» يفيد
معنى حقيقيا هو الاستعلاء، و «اللّام» يفيد
معنى حقيقيا هو الملك ... فإذا أدى الحرف معنى غير معناه الأصلي كان ذلك على سبيل
المجاز، أو على سبيل التضمين. فإذا قلنا:
«رميت عن القوس» كان معنى «عن» مجازا
المجاورة و الاستعانة. و تكون بمعنى مجازي أيضا، في قوله تعالى:وَ اتَّقُوا يَوْماً لا
تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً[1] فمعناها المجازي هو البدليّة. و
يأخذ الحرف «على» معنى «مجازيا» هو
المجاوزة في قول الشاعر:
إذا
رضيت عليّ بنو قشير
لعمر
اللّه أعجبني رضاها
حيث «أتت» الكلمة
«عليّ» بمعنى «عني» و
يأخذ معنى مجازيّا آخر هو المصاحبة كما في قوله تعالى:وَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو
مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى