اسم الکتاب : المعجم المفصل في النحو العربي المؤلف : عزیزه فوال بابتی الجزء : 1 صفحة : 292
الآخر ... و مثل:
كائن
دعيت إلى بأساء داهمة
فما
انبعثت بمزؤود و لا وكيل
فقد وردت «الباء» زائدة
في الحال بمزؤود.
و منهم من يعتبر الباء في البيتين
السّابقين ليستا زائدتين بل هما للحال و التقدير: «فما رجعت خائبة» و أوّلوا البيت السّابق فما انبعثت بشخص مزؤود، يعني
نفسه و هذا من باب التّجريد أي:
ينتزع الانسان من نفسه شخصا آخر
يخاطبه.
ملاحظات: 1- ردّ كثيرون معنى الباء
إلى معنى واحد هو الإلصاق و جعلوه معنى لا يفارقها و قد تجرّ معها معان أخر. و رفض
بعضهم ذلك و قال: الصحيح التّنويع.
2- وافق الكوفيّون على نيابة «الباء» عن غيرها من حروف الجر. اما البصريون فيرون أن يبقى الحرف على معانيه
الأولى، إما بتأويل يقبله اللّفظ، أو بتضمين الفعل معنى آخر غير معناه الأصليّ،
لكنّه يتعدّى بواسطة حرف الجرّ «الباء»، و إذا لم يتأتّ ذلك يكون الفعل من باب وضع أحد الحرفين موضع الآخر
على سبيل الشذوذ. و قد نظم المراديّ معاني الباء في ما يلي:
اصطلاحا: باء التّعليل. أي التي تفيد
السّبب، كقوله تعالى:كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ[2].
باء السّببيّة
اصطلاحا: باء التعليل. كقوله تعالى:
وَ لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ
بِما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ[3].
باء الصّلة
اصطلاحا: هي باء الجرّ التي تصل الفعل بما
بعده، كقول الشاعر:
سائل
بني أسد بمقتل ربّهم
حجر
ابن أم قطام عزّ قتيلا
الباء الظّرفيّة
هي التي يحسن في موضعها «في»، كقوله تعالى:وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ
اللَّهُ بِبَدْرٍ وَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ[4] و التقدير: في بدر. و كقوله تعالى:إِنَّا أَرْسَلْنا
عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ[5] أي:
في سحر.
الباء العوض
اصطلاحا: هي التي تدخل على الثّمن أو
المثمّن، كقوله تعالى:وَ لا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا[6] و كقوله
تعالى:لا
يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ
رَبِّهِمْ[7]