و لا بأجزاء الحد، و واحد من جهة أن مرتبته فى الوجود- و هو وجوب
الوجود- ليس إلا له، و لا يجوز أن يكون وجوب الوجود مشتركا فيه.
و أخذ فى البرهان عليه، و طول. و حاصله يؤول إلى أن يقول: وجوب
الوجود إما أن يكون من لوازم ماهية متقومة بذاتها و إما أن يكون من مقومات ماهية
تتقوم به و إما أن يكون [عبا] رة عن تلك الذات الواجبة بعينها، لا يشاركها غيرها
فى وجوب الوجود البتة، و هو الحق.
و قال بعده: و لا يجوز أن يقال إن واجبى الوجود لا يشتركان فى شىء[1]، و كيف و هما يشتركان فى
وجوب الوجود، و مشتركان فى البراءة من الموضوع.
فان كان وجوب الوجود يقال عليهما بالاشتراك، فكلامنا/ 19 ب ليس فى
الاسم، بل فى معنى ما يقال عليه الاسم قولا بالتواطؤ، حتى يحصل معنى عام عموم
لازم، و عموم جنس، و قد بينا استحالة ذلك.
ثم أخذ فى إثبات واجب الوجود، و برهن عليه، فقال: لا نشك أن [هنا]
وجودا، و كل وجود، فإما واجب و إما ممكن.
فان كان واجبا، فقد صح وجوده، و هو المطلوب.
و إن كان ممكنا، فكل ممكن ينتهى وجوده إلى واجب.
و شرع فى تحقيقه بالتقسيم الذي ذكره، و قال بعده الواحد لا يصدر عنه
إلا الواحد[2]، إذ لو صدر عنه اثنان، فعن
حيثيتين مختلفتين، فانه
[1]ورد هذا النص كعنوان الفصل فى كتاب
النجاة لابن سينا ص 230.
[2]الأصح: الا واحد، لأن قوله: الا
الواحد، قد تفيد نفس معنى الواحد الأول، الذي هو واجب الوجود الحق، لكن «واحد» بلا أداة التعريف
«ال»
تعنى أى واحد.