فجماعة من الأوائل، الذين هم أساطين الحكمة، من الملطية[1]، و ساميا[2]، صاروا إلى القول بحدوث
موجودات العالم بمبادئها و بسائطها و مركباتها، كما صار إليه جماعة من المسلمين.
و طائفة من أثينية[3] و
أصحاب الرواق[4]، صاروا إلى قدم مبادئها من
العقل و النفس و المفارقات و البسائط دون المبسوطات و المركبات
[1]أهل ملطية: هم من أساطين الحكمة
الأوائل، و منهم تاليس الذي قال إن الماء هو أول الموجودات، و أن الكون كله قد حدث
من الماء.
و منهم أيضا أنكسمانس الذي قال إن مبدأ الموجودات هو الهواء، و
الكل حدث منه و إليه يعود.
و منهم انكسمندريس الذي قال إن مبدأ الموجودات هو اللامتناهى (انظر
فى الآراء الطبيعية التي ترضى بها الفلاسفة لفلوطرخس. ترجمة قسطا بن لوقا ص 97،
98).
[2]يقصد بأهل ساميا هنا بروتاغوراس بن
منسارخس من شامس- جزيرة فى مقابل ساحل آسيا الصغرى- الذي كان يرى أن المبادي هى
الأعداد و المعادلات، و كان يسميها تأليفات و المركب من جملتها اسطقسات و هندسات
(انظر المرجع السابق ص 100- 103).
[3]على رأس أهل أثينية أرسلاوس بن
أبولودوس أو أرخيلاوس، و قد كان تلميذا لأنكساغوراس. قال إن مبدأ العالم هو ما لا
نهاية له (انظر المرجع السابق ص 99).
و من أساطين الحكمة الأوائل فى أثينا سقراط بن سوفر نقوس أستاذ
أفلاطون، و غيرهما.
[4]أهل الرواق: هم الذين كان أساتذتهم
يقومون بالتدريس لهم فى أروقة حتى