فما العلة لوجود المادة؟ و ما العلة فى وجود الصورة؟ و ما العلة
لتركبها معا؟
فإن كان الإمكان فى ذات العقل الأول هو العلة لوجود المادة، فالإمكان
فى كل موجود غير واجب الوجود كذلك فليناسب وجود المادة [حتى يوجد كل موجود
ممكن]، بل الإمكان/ 36 أ طبيعة عدمية، فلا يناسب وجود شىء ما.
و العلة فى وجود الصورة، لا يجوز أن يكون إمكان وجوده، بل وجوب وجوده
بالغير. و وجوب الوجود بالغير[1] فى
كل موجود عن العقل الأول على وتيرة واحدة، فليناسب كل صورة.
و بالجملة، ما تذكرونه من وجود[2] المناسبات فى العلل، فهو موجود فى المعلولات، فليست العلة أولى
بعليتها من المعلول.
ثم الاستعداد فى المادة ليس متناهيا[3] فى جميع المواد، بل مختلف. فما سبب الاختلاف فيها؟
و إنما تختلف [الصور لاختلاف استعدادات المواد، و الهيولى الأولى لا
تختلف] استعدادا، بل هى مستعدة لقبول صورة الجسمية فقط.