و ابن سينا يميل إلى أنها تسعة هى العقول [و] المفارقات، و ربما يزيد
على ذلك حتى يبلغ نيفا و أربعين عقلا. و ربما يقول تعددت المفارقات بعدد النفوس
المدبرات، و تعددت النفوس بعدد الأفلاك، و لربما دل الرصد على أنها تسعة.
فما الذي ينجينا من هذه الحيرة؟ و من الذي يخلصنا من هذه الورطة؟!
[إشكال]
المفارقات تتميز بالفصول النوعية، كالنطق للانسان. أو بعوارض شخصية،
كالشكل/ 35 ب و الصورة للانسان، أم بوجه آخر، كما نص عليه أنها تتمايز بالحقائق
الذاتية.
و هذا التقسيم ليس معلوما. فان اسم الجوهرية قد شملها شمولا ذاتيا،
كالجنس، فلا بد من تمييز بفصل ذاتى نوعى.
و لا بد من عوارض شخصية عينية، حتى يمكن أن يشار إلى كل واحد إشارة
عقلية بهذا [أ] و ذاك.
و لا يكون ذلك إلا بأبدان لها كالأفلاك، فلا تكون إذا مفارقة مجردة
عن المادة من كل وجه، و لا يحصل فرق بينها[1] و بين النفوس الإنسانية، و حينئذ يتمكن فيها هيئات من أحوال حركات
الأفلاك، كما تمكنت فى النفوس الإنسانية من حركات الأبدان.