أن الحكيم يطلب العلة فى كل شىء و السبب لكل حادث. إما علة فاعلية،
أو علة مادية، أو علة تمامية، و قلما يطلب علته الصورية.
فأول ما يسأل عن حصر المبادي، أ هى[2] المحصورة فى عدد[3] معلوم،
[أم] غير محصورة و لا متناهية؟ فان كانت محصورة بعدد، فلا عدد أولى من عدد.
و إن من الأوائل من قال: المبادي أربعة: الأول و العقل و النفس [و
الهيولى].
[1]محادات: أى مخالفات. و هى لفظة مشتقة
من حاد، محادة: المخالفة و منع ما يجب عليك. و كذا التحاد. (انظر القاموس المحيط
1/ 296، 297، مختار الصحاح ص 126).
فكأنه يقول: مخالفات العقول، يقصد بها التناقض الذي وقع فيه ابن
سينا. و هو فى ذلك يؤكد ما سبق أن قاله من أنه سيبين وجه التناقض فى كلام الشيخ
الرئيس ثم يرد عليه معقبا و ناقدا و داحضا.
و محادات العقول هى آخر ما أشار إليه فى نهاية المسألة الخامسة، و
كان من الطبيعى أن يذكر الأسئلة و الشكوك و الإشكالات ثم المحادات، إلا أنه بدأ
بالمحادات، و ثناها بالاشكالات.
و بالرجوع إلى «مصارعالمصارع» للطوسى، وجدته يقول فى ل 216، 217:
(و عد فى المسألة السادسة حصر المبادي، و قد جرى شىء من ذلك فيما
مضى).
و لكن قول الشهرستانى كان واضحا صريحا فى أنه سيضم المسألة السادسة
إلى السابعة عند ما قال: المسألة السادسة فى حصر المبادي حولت مع السابعة إلى
مسائل مشكلة و شكوك معضلة (انظر مصارعة الفلاسفة ل 3 ب).
و لذا لم أجد نصا للمسألة السادسة فيما نقله الطوسى، و عليه تكون
بداية المسألتين السادسة و السابعة هو ما قاله فى اللوحة 35 أ، و بدأه بقوله:
محادات العقول.
[2]مكتوبة فى الأصل: و هى، و الأصح: (أ
هي) على سهيل الاستفهام و التساؤل.