تلميذ الفخر الرازي، و نجم الدين دبيران الكاتبي القزويني، و ابن
كمونة البغدادي، و ابن خلدون التونسي (مؤلف التاريخ و مقدمته)، و عصام الأسفرايني،
و أبي حامد الشبلي، و الخواجه نصير الدين الطوسي، و كتبوا له شروحا و حواشي و
منتخبات و نقدا و ملخصات.
*** يشكو الخواجه الطوسي في مقدمة كتاب «تلخيص المحصل» من انحطاط العلم
في زمانه، و يقول إن الحال قد ساء لدرجة أن الكتب الموضوعة في أصول علم الكلام، و
التي كانت تتضمن في ثناياها القواعد الحقيقية، لم يبق منها في عصره أثر و لا خبر،
ما عدا كتاب «المحصّل»
الذي هو اسم بلا مسمى، و الذي يشبه طلابه العطشى الذين يركضون مؤملين
الماء، ثم يواجهون بالسراب. و يقول أيضا في المقدمة ان جماعة من الأفاضل عمدوا إلى
شرح هذا الكتاب و توضيح غوامضه، و جماعة أخرى ردوا على قواعده و جرّحوها، و لكن
اكثرهم حادوا عن طريق الانصاف، و لم تسلم أحكامهم من الهوى و التجني. و قد أراد
الخواجه في هذا «التلخيص ...» ان يزيح ستار الصعوبة عن غوامض الكتاب،
و ان يوضح ما في شبهاته من وهن و أخطاء.
إذا يمكن مما تقدم أن نستنتج ان الطوسي انما اختار لتحليل الموضوعات
الكلامية كتابا كان يحظى باهتمام علماء عصره، و كان الكتاب الوحيد الموجود بين
أيدي المعلمين و المتعلمين، و انه بتحليله الانتقادي قد سهل مصاعب هذا الكتاب، كما
انه اخضع الموضوعات الكلامية المهمة فيه لمحك النقد و البحث العقلي و الفلسفي.