[2 و 1/ 320] قوله: و هو أنّ الكذب في الكلام[2] الذي هو عندهم
من قبيل الأفعال دون الصفات[3] إلى آخره[4].
و ذلك لأنّ الكلام المصدري عندهم بمعنى التكلّم بالفعل، و الكلام
بمعنى ما به التكلّم[5] ليس إلّا الألفاظ الدالّة على المعاني فالكلام بمعنى التكلّم عندهم
ليس إلّا خلق الألفاظ الدالّة على المعاني[6].
[3/ 320] قوله: و هو سبحانه تعالى[7] لا يفعل القبيح
أصلا و إن كان مشتملا على حسن كالكذب النافع[8].
فيندفع ما قيل من أنّ الكذب قد يكون حسنا لكونه نافعا و ذلك لأنّ
الكذب النافع لا يخرج عن كونه قبيحا و إن كان له حسن بوجه ما.
و معنى قوله: «لا يفعل القبيح» أنّه لا يجوز أن يفعله[9] ليوافق[10] المدّعى.
[11/
320] قوله[11]: مرجع الصدق و الكذب إنّما هو[12] المعنى إلى
آخره[13].
أقول: إلقاء الكلام اللفظي و إيجاده على ثلاثة أقسام:
أحدها: إيجاده بدون قصد إلقاء المعنى[14] المقصود منه.