و لمّا ثقل به المرض و علم ان نهاية حياته قد
قربت استشار بعض اصحابه في أمر التجهيز و الدّفن، فأشير عليه بان ينقل الى النجف
الاشرف ليدفن بجوار مرقد امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.
فقال: إني لأستحيي من وجه سيدي الامام الهمام
موسى بن جعفر (عليهما السلام) أن آمر بنقل جسدي من أرضه المقدسة الى موضع آخر[1].
و توفي المحقق الطوسي في يوم الاثنين عند غروب
اليوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة 672 ه[2]، و له من العمر خمسة و
سبعون عاما و سبعة اشهر[3].
و قد شيّع جثمانه في موكب كبير اقترن باجلال و
احترام و تعظيم[4]، و شارك في تشييعه صاحب الديوان و الرجالات البارزة.
ثم دفن في المشهد الكاظمي المعروف بمقابر قريش،
في سرداب قديم البناء خال من الدفن، قيل انه كان قد عمل للخليفة الناصر لدين الله[5].
و يذكر الشيخ عباس القمي انه قيل في تاريخ وفاته
البيتان التاليان:
[6]الكنى و الالقاب ج 3 ص 252، و قد ذكرهما
محمد تقي دانشپژوه باختلاف يسير عن نسخة قديمة في م/ ملك بطهران و عليها تاريخ
1122 ه و الشطر الاول فيها هكذا: «نصير دولت و ملت محمد طوسي» و في آخره كتبه
روزبهان. (مقدمة كتاب اخلاق محتشمي ص 53).