و تميّزه بالكمالات النفسانيّة [1]، و البدنية،
و الخارجية.
فالمواقف المشرفة التي وقف فيها يدافع عن رسول
الله (ص) و يعمل على توطيد اركان الاسلام بقتل المشركين و الملحدين و من ارادوا
الكيد بالاسلام و هو بعد في أوائل نشأته، و كونه قدوة المؤمنين في محاسن الاخلاق و
المثل العليا في الكمالات الانسانية من: ايمان، و ثبات، و صدق، و إنابة، و اخلاص،
و زهد، و رياضة و محاسبة، و مراقبة، و تقوى، و تفكّر، و خوف من الله و رجاء الله،
و صبر، و شكر، و إرادة، و حب لله، و معرفته تعالى، و يقين، و سكون و طمأنينة بذكر
الله، و توكّل، و رضا، و تسليم، و توحيد، و فناء في الله، فهي مما لم يلحق بدرجته
أحد من أصحاب رسول الله (ص)، فيكون هو أفضل الصحابة.
[1]ان الكمالات تنحصر في هذه الثلاثة و قد حاز
علي (ع) على شرف السبق في جميع هذه المجالات.
فالنفسية: كالعلم و الزهد و الشجاعة و السخاء
و العفة و حسن الخلق قد بلغ فيها الذروة و اعترف به كل من كتب عنه حتى معارضوه و
أعداؤه.
و أما البدنية: فكان (ع) يمتاز بقوى جسميه
هائلة، و قد سبق في ص 231 انه اقتلع باب خيبر بهزة واحدة، و كان يضرب الاعداء
بسيفه دون كلل او ملل، و لم يثنّ ضربة ضرب بها عدوّه، بل كان يقضي عليه بضربة
واحدة. و قد ذكر العلامة المجلسي نماذج من قدرته البدنية في البحار ج 41 ص 274-
282.
و اما الكمالات الخارجية التي تميّز بها امير
المؤمنين من بين الصحابة فهي كثيرة:
فمنها: نسبه الشريف الذي لا يدانيه فيه احد، و
هو قرابته من الرسول الكريم (ص) (و قد سبق ص 286).
و منها: تزويجه بالسيدة فاطمة الزهراء (ع)
التي كانت سيدة النساء (مسند احمد ج 3 ص 64، 80 و الفضائل الحديث 1331) و من افضل
نساء أهل الجنة (مسند احمد ج 1 ص 293، 316، 322 و ج 3 ص 135) و حبيبة الرسول (مسند
احمد ج 2 ص 96، 106- 107)، و كم كان من اصحاب النبي من تمنى ان يكون قد حاز على
هذا الشرف العظيم، و لكنه «فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم».
فقد روى احمد بن حنبل باسناده عن ابن عمر انه
قال: «... و لقد أوتي ابن ابي طالب ثلاث خصال لإن تكون لي واحدة منها احب الي من
حمر النعم: زوّجه رسول الله (ص) ابنته و ولدت له، و سدّ الابواب الا بابه في
المسجد، و أعطاه الراية يوم خيبر».
(المسند ج 2 ص 26)
و أخرجه الحاكم في المستدرك ج 3 ص 116 عن قول
سعد بن ابي وقاص، و الفضائل الحديث 955 و فيه: و سدّت الأبواب.
و رواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 120 عن
عمر بن الخطاب، و قال: رواه أبو يعلي في الكبير.
و ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة ج 3 ص
302.
و ذكره احمد بن حنبل في الفضائل الحديث 1123 و
فيه: (... و الثالثة نسيها سهيل- أحد رواة الحديث-)!.