و «المضاف» تابع.

و كذا: «متى».

و «الجدة»، دفعة[1].

و وجه ذلك:

إنّ (الآن) هو أمر انتزاعيّ، ينتزع من طرف الزّمان، و ليس له وجود مستقلّ في الخارج.

فمثله مثل النقطة بالنسبة الى الخطّ، فإنّ النقطة هي طرف الخطّ و تنتزع من طرف الخطّ، فلا يمكن انتزاع النقطة و اعتبارها من دون وجود الخط، و لا اعتبار نقطتين متجاورتين من دون وجود الخط.

فإذا اعتبرنا وجود آنين للتحوّل الدفعي (آن الفساد، و آن الكون)، فلا بد من وجود زمان بين هذين الآنين.

و إلّا .. لما أمكن اعتبار آنين، بل و لا آن واحد.

و إذا ثبت وجود زمان في هذا التّحوّل، فإنّ التّحوّل يكون تدريجيّا لا دفعيّا، لان التحوّل الذي يكون في الزمان هو تحوّل تدريجيّ، و هو عبارة اخرى عن: الحركة.

و ثمّ دليل آخر على وجود الحركة في الجواهر و هو:

إنّ التّحوّلات و التغيّرات التي نشاهدها في المنسوب إليه الحركة، و هي الأربع التي يقول بها الفلاسفة (الكم و الكيف الأين و الوضع) إنّما هي تحولات في أمور عرضيّة فإنّ كلا من هذه، أمور تعرض على الجواهر، فليس لها استقلال في الوجود من دون استناد الى جوهر (و هذا واضح).

فاذا لاحظنا التّحول في العرض فهنا نتساءل: هل أنّ العرض تحوّل بنفسه من دون تحوّل في الذات المنسوب إليه العرض- و هو الجوهر-؟!.

أو أنّ هذا التحوّل طرأ على الذّات أوّلا فتأثّر به، و بتبع تأثّره به تحوّل العرض؟.

إنّ الفرض الأوّل: غير معقول، و ذلك: لأنّ العرض ليس له وجود مستقلّ، فلا يمكنه أن يتحوّل بنفسه من دون انتساب الى ذات و جوهر، فمثلا لا يمكن أن يتغيّر لون التّفاحة لوحده من دون حدوث تغيّر في جوهر التفاحة.

فمتى ما لاحظنا تغيّر لون التفاحة من الاخضر الى الأحمر- مثلا- فإنّه يدلّ على حدوث تغيّر في ذات التفاحة أيضا متقدما- بالتقدم العلّي- على التغيّر في اللّون.

فإذن ثبت: أنّ التّغيّر المعترف به في الاعراض الاربعة، لا يمكن أن يحصل بمعزل عن تغيّر الذات نفسها و هو الجوهر الساند لهذا العرض.

فاذن الجواهر- أيضا- لها حركة بدليل وجود الحركة في أعراضها ...

و هذا إجمال في إثبات الحركة في الجواهر و طالب التفصيل يراجع أدلّة إثبات الحركة الجوهرية في كتاب الاسفار الاربعة الجزء الثالث و غيره من الكتب الفلسفية.

[1]د: توجد دفعة.

تجريد الاعتقاد 183 [الأين‌] ..... ص : 179