و الذي يتلألأ في شخصية المحقق الطوسي انه لم
يفقد شخصيته المسامحة كأب رءوف و معلّم للاخلاق، و هو منتصب كوزير لاكبر فاتح عرفه
التاريخ حينئذ.
(فقد حكي عن أخلاقه الكريمة أن ورقة حضرت إليه
من شخص فكان من جملة ما فيها: يا كلب بن كلب (!)، فكتب في جوابه: أما قولك يا كذا،
فليس بصحيح، لان الكلب من ذوات الأربع، و هو نابح، طويل الأظفار، و أما أنا فمنتصب
القامة، بادي البشرة، عريض الاظفار، ناطق، ضاحك، فهذه الفصول و الخواص غير تلك
الفصول و الخواص، و أطال في نقض كل ما قاله هكذا، رد عليه بحسن طويّة و تأن غير
منزعج، و لم يقل في الجواب كلمة قبيحة)[1].
شعره:
نظم المحقق الطوسي اشعارا بالعربية و الفارسية،
و قد ذكر الباحثون من جملة مؤلفاته كتابا بعنوان «معيار الاشعار» و
عليه فلم يكن المحقق مجرد شاعر ينظم الشعر، بل استاذا أتقن معرفة الشعر- أيضا-.
و له في الولاء لامير المؤمنين علي بن ابي طالب
(ع) ابياتا رائعة منها: