[1]و ذلك للروايات العديدة الواردة في ان
محاربوا على (ع) كفرة.
منها ما روي عن النبي (ص) انه قال لعلي (ع):
يا علي حربك حربي.
و لا شك ان من حارب رسول الله (ص) فهو كافر.
و يؤيده روايات مشابهة رواها علماء العامة:
منها: ما روي عن ابي هريرة قال: نظر النبي (ص)
الى علي و الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السلام، فقال: «انا سلم لمن سالمكم و حرب
لمن حاربكم».
رواه احمد بن حنبل في المسند ج 2 ص 442 و رواه
في الفضائل الحديث 1350 و فيه: «انا حرب لمن حاربكم و سلم لمن سالمكم.»
و اخرجه الدارقطني في العلل ج 1/ 106 و الحاكم
في المستدرك ج 3 ص 149 و الدولابي في الكنى ج 2 ص 160 و الطبراني في المعجم الكبير
ج 3 ص 30 و الترمذي في سننه ج 5 ص 699 و ابن ماجة في سننه ج 1 ص 52، و ذكره في
مجمع الزوائد ج 9 ص 169 و قال رواه الطبراني في الاوسط، و اخرجه الخطيب البغدادي
في تاريخ بغداد ج 7 ص 137؟
و منها: قوله (ص) لعلي (ع): «من فارقني فقد
فارق الله و من فارقك فقد فارقني».
رواه ابن عساكر بعدة اسانيد في تاريخ مدينه
دمشق ج 3 ص 268- 270، و رواه الحمويني في فرائد السمطين ج 1 ص 299، و المتقي
الهندي في كنز العمال ج 9 ص 156، و الحاكم في المستدرك ج 3 ص 123.
و قد يستدل له بان من خالف عليا فقد انكر ما
جاء به رسول الله (ص) في إمامته و خلافته (ع) و من ينكر ذلك فقد انكر ضروريا من
ضروريات الدين فيكون كافرا.
و الاصح: ان المخالفة اعم من الانكار و يشمل
من يعتقد بامامة من استولى على الخلافة قبله و من لا يعرفه كإمام اصلا، و حينئذ
فان كان قاصرا و لم يمكنه معرفة الحق فهو جاهل مستضعف و أمره الى الله.
و ان كان مقصرا فهو فاسق.
و ظاهر الشرع يقتضي معاملة المخالفين معاملة
المسلم و سيأتي في ص 309 قوله: و الفاسق مؤمن لوجود حدّه فيه.- و الله سبحانه و
تعالى أعلم بحقائق الامور-.