[2]يريد المحقق (رحمه الله) الاستدلال على
عدم صلاحية غير الإمام علي (ع) للامامة بقوله تعالى «وَ إِذِ ابْتَلى
إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ
إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ» (سورة
البقرة: 2/ 25)
بيان الاستدلال:
الابتلاء: هو الامتحان و الاختبار و الذي به
تظهر الاستعدادات الكامنة المتوفرة في الانسان ...
الكلمات: جمع كلمة: و هي كما تطلق على اللفظ
الحاكي، فانها تطلق على المعنى المحكي عنه أيضا و منه قوله تعالى: «أَنَّ
اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ». (سورة آل
عمران: 3/ 39).
و قوله: «إِنَّ اللَّهَ
يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ». (سورة آل عمران: 3/
45).
و الكلمات هنا عبارة عن التكاليف الإلهية التي
امتحن اللّه بها عبده ابراهيم من: نار نمرود، و الهجرة الى الحجاز، و ذبح ابنه
اسماعيل ... ثم بعد ان تمكن ابراهيم من تخطي كل هذه الامتحانات منح (ع) درجة
الامامة و هي أعلى من درجة النبوة.
فقد كان ابراهيم (ع) نبيّا حين خاطبه الله
سبحانه بالامامة، و قد رأى الملائكة في مسيرهم لإنزال العذاب بقوم لوط (كما ورد في
سورة الحجر. الآية 54).
و روي عن الامام الرضا (ع) انه قال: ان
الامامة خص الله عز و جل بها ابراهيم الخليل بعد النبوة و الخلّة، مرتبة ثالثة.
(اصول الكافي ج 1 ص 199).
و ظاهر قوله تعالى: إِنِّي جاعِلُكَ
...
ان منصب الامامة ليس أمرا انتخابيا و لا شأن للناس في تعيين الامام و لا أثر
للشورى فيه، بل هو أمر يعيّنه الله سبحانه، و لا تختلف عن النبوّة من هذه الجهة،
فكما ان النبوّة منصب إلهي يمنحه الله من يشاء من عباده فكذلك منصب الامامة.