الاولى: ان في ايجاد الكائنات غرضا و غاية،
لان عدم الغرض يستلزم العبث.
و الثانية: ان ذلك الغرض و تلك الغاية لا تعود
إليه تعالى.
و الدليل على الدعوى الأولى: بعد ان ثبت ان
الله سبحانه لا يفعل القبيح، و أنه تعالى حكيم- لكونه مستجمعا لجميع صفات الكمال-
و منها: الحكمة- و ان الحكيم لا يصدر منه العبث.
فيثبت ان الكائنات كلها ذات غاية و ذات غرض، و
انها لم توجد عبثا.
و اما الدعوى الثانية، فالدليل عليها: ان
الغاية في فعل الحكيم كما يمكن تصور وجودها بالنسبة الى الفاعل، كذلك يمكن تصورها
في الفعل نفسه.
و حيث ان الله سبحانه غني عن كل شيء و لا
حاجة فيه البتة، فلا يمكن ان يكون الغرض من ايجاد الموجودات راجعا إليه.
و عليه فينحصر الغرض في الفعل نفسه.
و هناك آيات تنفي الغرض الفاعلي في الله كقول
الله تعالى: