الحمد لله ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على
رسوله محمد الأمين و على آله الطّيبين الطاهرين، و اللعن على أعدائهم أجمعين الى
يوم الدّين.
و بعد، فمن دواعي الغبطة أن وفّقني الله تعالى
لاخراج نسخة محققة- قدر الامكان- من كتاب «تجريد الاعتقاد» الذي الّفه
العلامة المحقق أبو جعفر نصير الدّين، محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، و الذي يحتوي
على أهمّ المطالب الفلسفيّة و الكلاميّة مما جاد بها يراع هذا الفيلسوف الفذّ.
و لقد كنت معجبا بهذا الكتاب الفريد منذ أوائل
دراستي الدينيّة في كربلاء المقدسة و النجف الاشرف.
و ابان تدريسي لهذا الكتاب كان يشق عليّ عدم
توفّر نسخة صحيحة منه، رغم كثرة الشروح التي تكفّلت توضيح مطالبه و تحليلها من قبل
أعاظم العلماء و الفلاسفة.
و بقي هذا المعنى في نفسي حتى هاجرت الى حاضرة
الاسلام، مدينة العلم و الجهاد، «قم» المقدسة.
و مرّت سنوات كانت مدينة قم محورا لتسجيل أروع
الانتصارات الإسلامية