الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على
كافة الأنبياء و المرسلين، سيما سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين.
و بعد .. فقد عثرت على نسخة مخطوطة من هذا الأثر
النفيس تاريخ كتابتها فى حدود سنة 1100 ه و أطلت فيها النظر حينما كنت مشغوفا بكشف
خوافى أسرار علم النفس و درس أحوالها تجلت لى كأنها ينبوع نور ينبثق عنه أشعة تضيئ
غياهب الجهل مع أنها ليست إلا بضعة سطور فيها أفكار سامية و معان عالية ترشد
الحائر الّذي خانه الدليل إلى سواء السبيل و أسلوبها بلغ من درجات الكمال أعلاها و
من مراقى الجمال أسماها فلا غرو فإن واضعها أكبر فيلسوف جاد به القرن السابع و
أنور قبس ظهر فى ظلمة مدلهمة فآثرت شرحها شرحا يوافق أسلوب العصر واضعا لها مقدمة
مبسوطة تبين مقام الروح و المادة فلسفيّا فى الأدوار الثلاثة الدور اليونانى
فالعربى الإسلامى فالأفرنجي و ذاكرا مختصرا من البسكولوجيا[1] العصرى ليكون
وافيا بالغرض و أتوخى به خدمة العلم الصحيح.