قال الشارح نقلا عن الإمام: لا معنى لتقدّم العلّة بالوجود إلّا
تأثيرها، و حينئذ يكون معنى التالي أنّها مؤثّرة في الوجود و هو إعادة المقدّم
بعبارة أخرى.
و أجاب: بأنّا لا نسلّم أنّ معنى التقدّم هو التأثير، بل[5] أمر مغاير له[6]، فإنّ التقدّم شرط التأثير
و الشرط مغاير للمشروط. و لئن سلّمنا أنّ التقدّم هو التأثير لكن الدليل تامّ،
لأنّ الماهيّة لا يتصوّر مؤثّرة[7] إلّا
إذا كانت في الأعيان، فكونها في الأعيان شرط تأثيرها في الوجود، و هو كونها في
الاعيان، فيكون كونها في الأعيان مشروطا بكونها في الأعيان و هو[8] محال.
و هذا المنقول غير ما ذكره الامام [30]، لأنّ الامام[9] استفسر في قول الشيخ: «إن العلّة متقدّمة على المعلول»[10] و قال: ان أردتم بتقدّم العلّة[11] كونها مؤثّرة، فحاصل قولكم ذلك:
إنّ العلّة لا تكون[12] مؤثّرة
إلّا بعد وجودها و هذا بعينها[13] إعادة
التالي، لأنّ معناه حينئذ[14] أنّ
الماهيّة لا تكون مؤثرة في الوجود إلّا باعتبار الوجود، و هو محلّ النزاع لأنّ
عندنا