اسم الکتاب : الهيات المحاكمات المؤلف : الرازي، قطب الدين الجزء : 1 صفحة : 39
علل الوجود و علل الماهيّة في العقل[1] و علل الماهيّة في الخارج
على ما مرّ في المنطق.
[193/
1- 12/ 3] قوله: و إنّما قال[2]: كأنّهما
علّتاه[3]و[4]لم يقل: هما علّتاه، لأنّ المثلّث لا مادّة[5]له.
لقائل[6] أن يقول: هب! أنّ المثلّث لا مادّة له و لا صورة، [10] إلّا أنّا لا
نسلّم أنّه ليس له[7] علّة مادّية و صورية فإنّ العلّة المادّية هي ما يكون الشيء معه[8] بالقوّة، و السطح للمثلّث كذلك، و الصورية[9] ما يكون الشيء معه بالفعل، و الأضلاع الثلاث[10] للمثلّث كذلك.
و هذا السؤال لم يرد[11] على
الشيخ لأنّ كلامه في علل الجواهر، فالعلّة المادّية و الصورية لا تكونان[12] إلّا في الجوهر، و لهذا ربّع القسمة و لم يذكر الموضوع منها. و أمّا
الشارح فلمّا زاد[13] الموضوع فلا بدّ أن يريد «بالعلل»:
العلل مطلقا، أعم من أن يكون علل الجواهر أو علل الأعراض. و حينئذ لا
ينتظم[14] هذا الكلام منه[15]. و
إنّما شبّههما بالمادّة و الصورة، لأنّهما جزء الجسم في الوجود[16] و ليسا شبيهين بالجنس و
الفصل[17]، لأنّهما جزءان[18] عقليان.
[93/
1- 13/ 3] قوله: و لمّا اقتصر[19]على
الفاعل و الغاية.
كأنّ سائلا يقول: لمّا كان علل الوجود ثلاثة فلم لم يتعرّض الشيخ
إلّا لاثنتين؟ قال:
لأنّ مقصوده[20] يتمّ
بدون الموضوع. فإنّ كلامه في الجواهر، و لهذا أورد لفظة «قد» المفيدة