حصوله فى ذلك المكان المعين الى مخصص أو لا
يفتقر إليه و الثانى محال و الا لزم رجحان الممكن لا لمرجح و لأن مكانه تعالى ان
ساوى سائر الأمكنة كان اختصاصه به دون سائر الأمكنة الى آخر نبذة من شرحه.
«التفسير هذا هو الوجه الثانى لبيان استحالة حصول
الاله فى المكان و الجهة.
و تقريره ان نقول لو كان الرب تعالى حاصلا فى
مكان معين فاما ان يحصل فى جميع الأمكنة، أو فى مكان غير معين أو مكان معين و
الأقسام بأسرها ممتنعة.
فيمتنع القول بكونه حاصلا فى المكان، و انما
قلنا يمتنع حصوله فى الأمكنة لذاته حقيقة. أما أولا فلأنه يلزم مداخلا للأجسام و
بطون الحيات و الكلاب و تعالى اللّه عنه علوا كبيرا.
و أما ثانيا فلأنه يلزم أن يكون ذا مقدار ما
بالضرورة فيكون مركبا و كل مركب ممكن لذاته فواجب الوجود لذاته ممكن لذاته هذا
خلف ...
و اما ان افتقر الى مخصص و مرجح فذلك المخصص اما
أن يكون موجبا أو مختارا و الأول محال و الا لزم رجحان أحد المثلين على الآخر لا
لمرجح فى الموجب و لا علة فهو محال بالضرورة و باتفاق العقلاء. فانهم و ان اختلفوا
فى وجود ذلك بالنسبة الى القادر المختار و لكنهم اتفقوا على امتناعه فى الموجب و
العلة.
و الثانى أيضا محال و هو أن يكون المخصص أيضا
مختارا لأن كل ما كان واقعا بالاختيار فلا بد و ان يكون حادثا فيلزم ان يكون حصول
الا له فى المكان حادثا و هو محال. و اللّه أعلم بالصواب تم الكتاب بحمد اللّه و
حسن توفيقه و الصلاة على محمد خير خلقه».
و هذا هو آخر شرح قطب الدين المصرى و فيه أيضا
اسلوب و طراز إيضاحه