لا نزاع فى أن الإيمان فى أصل اللغة عبارة عن
التصديق، و فى الشرع عبارة عن تصديق الرسول بكل ما علم بالضرورة مجيئه به، خلافا
للمعتزلة فإنهم جعلوه اسما للطاعات و السلف فإنهم قالوا إنه اسم للتصديق بالقلب، و
الاقرار باللسان، و العمل بالأركان.
لنا أن هذه الطاعات لو كانت جزأ من مسمى الإيمان
شرعا لكان تقييد الإيمان بالطاعة تكريرا، و بالمعصية نقضا لكنه باطل لقوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ» و بقوله تعالى «الَّذِينَ آمَنُوا
وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ».