لنا إنا بينا أنه تعالى خالقها و قد تقدم ان
خالق الشيء مريد لوجوده. و لأنه لما علم أن الإيمان لا يوجد من الكافر، كان وجوده
من الكافر محالا، كما ظهر، فيكون اللّه تعالى عالما بكونه محالا، و العالم بكون
الشيء محالا، لا يريده، فيستحيل أن يريد الإيمان من الكافر.
احتجوا بأمور: أحدها: انه أمر
الكافر بالإيمان و الأمر يدل على الإرادة.
و ثانيها: ان الطاعة موافقة
الإرادة. فلو أراد اللّه تعالى كفر الكافر، لكان الكافر مطيعا له بكفره.
و ثالثها: إن الرضا بقضاء اللّه
تعالى واجب. فلو كان الكفر