السواد موجود بهذا الوجود. لم قلتم بأنه ليس
كذلك لا بد له من دليل».
المحصل:
«الثانى انه اذا كان الوجود مغايرا للماهية كان
مسمى قولنا السواد غير مسمى قولنا موجود فاذا قلنا السواد موجود بمعنى ان السواد
هو موجود كان ذلك حكما بوحدة الاثنين و هو محال. فان قلت ليس المراد من قولنا:
السواد موجود هو ان مسمى السواد هو مسمى الوجود، بل المراد منه أن السواد موصوف
بالموجودية. قلت: فحينئذ ينتقل الكلام الى مسمى الموصوفية بالوجود فانه اما ان
يكون مسمى السواد هو مسمى الموصوفية بالوجود فحينئذ يكون قولنا السواد موصوف
بالوجود جاريا مجرى قولنا: السواد سواد. و اما ان يكون مغايرا له فالحكم على
السواد بأنه موصوف بالوجود حكم بوحدة الاثنين الا ان يقال المراد من كون السواد
موصوفا بالوجود انه موصوف بتلك الموصوفية. و حينئذ يعود التقسيم فى تلك الموصوفية
الثانية. فاما أن يتسلسل و هو محال أو يقتضي رفع الموصوفية و حينئذ يبطل قولنا:
السواد موجود على التقدير كون الماهية غير الموجودية.
شرح الطوسى:
«أقول لو كان السواد و الوجود متغايرين مطلقا
للزم الحكم بوحدة الاثنين لكن هما ليسا كذلك و ليس المراد أيضا ان مسمى السواد
مسمى الوجود و لا أن السواد موصوف بالموجودية أو موصوف بتلك الموصوفية حين يعود
اما التكرار أو وحدة الاثنين بل المراد أن الشيء الّذي يقال انه سواد هو تعينه
الّذي يقال له انه موجود و ذلك هو القسم الخارج من قسميه اللذين أوردهما».
شرح الكاتب القزوينى لنفس النص:
«قوله فى الوجه الثانى ان الوجود لو كان
مغايرا للسواد لكان قولنا