responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجوهر النضيد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 301

أقول الشعر صناعة من الصناعات و هو عند القدماء كل كلام مخيل يقتضي للنفس بسطا أو قبضا فهو الشعر الذي يتكلم فيه صاحب المنطق و لم يعتبر الوزن و لا القافية و لا الصدق و لا الكذب بل مجرد المحاكاة المفيدة للتخيل.

و أما المحدثون فالشعر عندهم كل كلام موزون متساوي الأركان مقفى فما يوقع التخيل لا يكون شعرا إذا خلا من الوزن و القافية و ما يحصلان فيه يكون شعرا و إن خلا عن إفادة التخيل و أرسطاطاليس عكس الحال في ذلك.

و الوزن يعرف في الموسيقى ماهية و اعتبار المناسبات بين الإيقاعات و يستعمل في العروض و القافية تعرف في علم القافية

مواد الشعر

قال و مواد الشعر من القضايا هي المخيلات و هي ما يؤثر في النفس فيبسطها و يقبضها أو يفيدها تسهيل أمر أو تهويله أو تعظيمه أو تحقيره كما يقال للمشروب المر إنه خمر لذيذ فيسهل التخيل شربه على من اعتاد الخمر و للعسل إنه مر مقيئ فينفر الطبيعة عنه و ربما تكون أولية أو مشهورة باعتبار آخر أقول الشعر الذي تكلم فيه المعلم الأول هو الكلام القياسي المؤلف من المقدمات المخيلة و هي التي تؤثر في النفس تأثيرا إما قبضا أو بسطا أو تسهيلا أو تهويلا أو تعظيما أو تحقيرا و بالجملة تؤثر أثرا تقدم النفس معه أو تحجم على الفعل و الترك كما يقال للمشروب المر إنه خمر لذيذ فيسهل التخيل شربه على المعتاد للخمر و يقال للعسل إنه مر مقيئ فيحدث للنفس نفور عنه.

و قد تستعمل في القياس الشعري المقدمات الأولية المشهورة لا من حيث هما كذلك بل باعتبار آخر و هو ما يحصل منهما من التأثير المذكور فبطل قول من قال إن مقدمات القياس الشعري ليست إلا الكواذب أو أنها مخيلات لا غير.

أما مواد الشعر في زماننا هذا فهي الألفاظ مطلقا كيف كانت من غير اشتراط تأثر النفس عنها

اسم الکتاب : الجوهر النضيد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 301
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست