و اعلم أنّ كلام المصنّف الذي قرّرناه إنّما
يتوجّه في إمام نسب إلى نبيّ شريعته و أمّا بالنسبة إلى غير شريعته فلا، فإنّ
أئمّتنا عليهم السّلام لا نقول: إنّ نسبتهم إلى أيّ نبيّ كان نسبة رعيّته إليه
حتّى يكون عليّ بن أبي طالب عليه السّلام نسبته إلى آحاد أنبياء بني إسرائيل كذلك،
كلّا و حاشا. بل عند جماعة من أصحابنا أنّ أئمّتنا عليهم السّلام أفضل من جميع
الأنبياء عدا محمّد صلى اللّه عليه و آله، و عند بعضهم إلّا اولي العزم منهم، و
توقّف شيخنا المفيد في ذلك[2]. و الحقّ عندي أنّ عليّا عليه السّلام
أفضل من كلّ أحد، إلّا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله. و أمّا باقي الأئمّة أفضل
ممّن عدا اولي العزم، و أمّا أولو العزم فعندي في ذلك توقّف، و اللّه أعلم.
[2]قال المفيد: قد قطع قوم من أهل الإمامة
بفضل الأئمّة من آل محمّد [صلى اللّه عليه و آله] على سائر من تقدّم من الرسل و
الأنبياء سوى نبيّنا [صلى اللّه عليه و آله]. و أوجب فريق منهم لهم الفضل على
جميع الأنبياء سوى اولى العزم منهم. و أبى القولين فريق منهم، و قطعوا بفضل
الأنبياء كلّهم على سائر الأئمّة. و هذا باب ليس للعقول في إيجابه و المنع منه
مجال، و لا على أحد الأقوال فيه إجماع. و قد جاءت آثار عن النبيّ في أمير المؤمنين
و ذرّيته من الأئمّة و الأخبار عن الأئمّة الصادقين من بعد.
و في القرآن مواضع تقوّي العزم علي ما قاله
الفريق الأوّل في هذا المعنى، و أنا ناظر فيه. أوائل المقالات: 81.