responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانوار الجلاليه المؤلف : الطوسي، الخواجة نصير الدين    الجزء : 1  صفحة : 55

الضدّين.

[خواصّ الممكن‌]

الثانية: الواجب قد يكون لذاته كما قلنا، و قد يكون لغيره كوجوب وجود المعلول عند وجود علّته التامّة، و هو داخل في قسم الممكن لذاته لأنّ ذلك المعلول بالنظر إلى ذاته يجوز وجوده و يجوز عدمه، و ذلك معنى الإمكان، و إنّما وجب بالسبب الخارجيّ.

الثالثة: الممكن له خواصّ كثيرة، منها: أنّه لا يترجّح‌[1] أحد طرفيه إلّا بالسبب الخارجيّ إذ لو ترجّح بذاته لكان إمّا واجبا أو ممتنعا، أو لا بذاته فيلزم الترجيح بلا[2] مرجّح، إذ الطرفان متساويان بالنظر إلى ذاته و ليس أحدهما أولى به، و هي خاصيّة أخرى له. و يلزمه أن يكون الإمكان هو علّة الحاجة، فإنّ تصوّر تساوي الطرفين يستلزم ذلك ضرورة. إلى غير ذلك من خواصّه.

و للواجب أيضا خواصّ يأتي أكثرها في المباحث الآتية.

قال: و الممكن إن كان وجوده من غيره، فإذا لم يعتبر ذلك الغير لم يكن له وجود، و إذا لم يكن له وجود لم يكن لغيره عنه وجود، لاستحالة كون المعدوم موجدا.

أقول: لمّا قسّم الوجود إلى الواجب و الممكن، عقّب ذلك بذكر خاصّة من خواصّ الممكن ليحتاج إليها في إثبات الواجب، فلذلك ذكرها دون باقي خواصّه. و تقرير ذلك أن نقول:

قد علم من التقسيم المذكور أنّ الممكن هو الذي وجوده من غيره، فإذا فرض الممكن وحده بدون ذلك الغير لم يكن له وجود لأنّ وجوده إنّما هو من السبب المغاير له، و حيث لا سبب له لا وجود له. فإذا لم يكن موجودا استحال أن يكون موجدا لغيره للعلم الضروري بأنّ الشي‌ء إذا لم يكن موجودا في الخارج متشخّصا فيه لم يكن موجدا لغيره. فظهر أنّ الممكن إذا نظر إليه من حيث ذاته و ماله من ذاته و قطع النظر عمّا عداه من المفهومات لا يكون له وجود و لا لغيره عنه وجود، و أمّا أخذه مع اعتبارات اخر فلا يلزمه ذلك.


[1]«م» لا يرجّح.

[2]«م» من غير.

اسم الکتاب : الانوار الجلاليه المؤلف : الطوسي، الخواجة نصير الدين    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست