responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانوار الجلاليه المؤلف : الطوسي، الخواجة نصير الدين    الجزء : 1  صفحة : 113

الأوّل: معرفة نعمه.

الثاني: الفرح بما يصل إليه منها.

الثالث: الاجتهاد في تحصيل رضا المنعم بقدر الاستطاعة. و إنّما يكون ذلك بمحبّته في باطنه و ثنائه و تعظيمه على وجه يليق بكبريائه، و اجتهاده بما ينبغي من المكافأة لخدمته و اعترافه بالعجز.

[الرابعة: فيما يقارن السالك‌]

الرابعة: في ما يقارن السالك، و هو امور:

[الإرادة]

الأوّل: الإرادة. و هي مشروطة بثلاثة أشياء: الشعور بالمراد، و الشعور بالكمال الذي يحصل به، و عينيّة المراد. فإن كان المراد من الامور التي يمكن حصولها من السالك و انضمّت القدرة إلى الإرادة حصل المراد. و إن كان من الامور الموجودة الغائيّة فبسببها وصل إلى المراد، و إن كان في وصوله توقّف اقتضت الإرادة حالة في المريد تسمّى شوقا.

ثمّ الإرادة إنّما تكون مقارنة للسلوك باعتبار، و مقتضية له باعتبار آخر فإنّ طلب الكمال نوع من الإرادة، و إذا انقطعت الإرادة بسبب الوصول أو العلم بامتناعه انقطع السلوك. و الإرادة المقارنة للسلوك تختصّ بأهل النقصان، و أمّا أهل الكمال فإرادتهم عين المراد. و من وصل في السلوك إلى درجة الرضا انتفت إرادته، و من هنا قال بعضهم:

لو قيل لي: ما تريد؟ قلت: اريد أن لا اريد.

[الشوق‌]

الثاني: الشّوق. و هو حالة تلزم فرط الإرادة ممزوجة بألم الفراق، و في حال السلوك بعد اشتداد الإرادة يصير ضروريّا. و يجوز حصوله قبل السلوك إذا حصل الشعور بكمال المطلوب و انضمّت إليه القدرة، و يقتضي الصبر على المفارقة. و السالك كلّما أمعن في الترقّي ازداد شوقه و قلّ صبره، إلى أن يصل إلى مطلوبه، فيخلص له اللذّة بنيل الكمال عن شائبة الألم، فينتفي الشوق.

[المحبّة]

الثالث: المحبّة. و هي الابتهاج بحصول كمال أو تخيّل وصول كمال مظنون أو محقّق ثابت في المشعور به. و بوجه آخر هي ميل النفس إلى ما في المشعور به من كمال أو لذّة.

و لمّا كانت اللذّة إدراك الملائم- أعني: نيل الكمال- لم تخل المحبّة من لذّة أو تخيّل لذّة. و هي قابلة للشدّة و الضعف، و أوّل مراتبها الإرادة، فإنّها محبّة أيضا ثمّ يقارنها

اسم الکتاب : الانوار الجلاليه المؤلف : الطوسي، الخواجة نصير الدين    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست