اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 65
الحقّ لكافّة الناس؟ فانقطع عمرو من الكلام ، ولم يزد على أن قال له : إنّك
أنت هشام [١].
على أنّه متى
وجب وجود الإمام في وقتٍ لزم استمراره مدى الأيّام ؛ لأنّ علّة وجوبه في الابتداء
مستمرّة على الدوام.
ويكفي في إثبات
الأبديّة ما تواتر من الجانبين من السنّة المحمّديّة أنّ : «من مات ولم يعرف إمام
زمانه فقد مات ميتة جاهليّة» [٢].
وما تواتر نقله
من الطرفين على كون كتاب الله وعترة نبيّه مقترنَين ، حتّى يردا على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويصلا إليه ، ويشهدا على تمام الأُمّة بين يديه [٣].
وحيث تبيّن عدم
جواز خلوّ الأرض من حجّة على الدوام ، وامتنع حدوث الأنبياء بعد نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، تعيّن الإمام.
ويمكن بعد
إمعان النظر فيما ذكرناه إثبات الأئمّة الاثني عشر ، لأنّ كلّ من قال ببقاء الإمام
، قال بذلك ، سوى طوائف لا عبرة بها بين أهل الإسلام.
وممّا ينبغي
التمسّك به في هذا المقام ، ما اشتهر بين علماء الإسلام ، من أنّهم بين قولين لا
ثالث لهما ، ومفترقون على مذهبين لا يخرجون عنهما.
أحدهما : أنّ
الإمامة بالرأي والاختيار.
ثانيهما :
أنّها بتعيينٍ من العزيز الجبّار.
وبطلان الأوّل
واضح ليس فيه خفاء ، ولا يرتضيه أحد من آحاد العقلاء ؛ لأنّه
[١] الكافي ١ : ١٦٩
باب الاضطرار إلى الحجّة ح ٣ ، علل الشرائع ١ : ١٩٣ ح ٢.
[٢] مسند أحمد ٢ :
٨٣ ، المسند للطيالسي : ٢٥٩ ، حلية الأولياء ٣ : ٢٢٤ ، مجمع الزوائد ٥ : ٢٢٤ ،
تفسير ابن كثير ١ : ٥٣٠ شرح المقاصد ٥ : ٢٣٩ ، كنز العمال ٦ : ٦٥ ح ١٤٨٦٣ ، ينابيع
المودّة ١ : ٣٥١ ، و ٣ : ٣٧٢ و ٤٥٦ ، سنن البيهقي ٨ : ١٥٦ ، الكافي ٢ : ٢٠ باب
دعائم الإسلام ح ٦ و ٩ ، ثواب الأعمال : ٢٤٥ ، دعائم الإسلام ١ : ٢٥ ، تلخيص
الشافي ٤ : ١٣٢.