responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 60

ثمّ لولا ذلك لم يحسن الوعد والوعيد ، والترغيب والتهديد ، ولساوى أفضل الأنبياء في الفضيلة أشقى الأشقياء.

وفيما تواتر من بعض الكرامات كإحياء كثير من الأموات ، وإخبارهم عمّا شاهدوا من الكربات ، وما شاهده بعض الأولياء عند الممات كفاية لمن نظر ، وعبرة لمن اعتبر.

وكفى في ذلك شهادة الآيات ، ومتواتر الروايات ؛ مع ما دلّ على عصمة الأنبياء ، وعدم جواز صدور الكذب منهم والافتراء.

والمقدار الواجب بعد معرفة أصل المعاد معرفة الحساب وترتّب الثواب والعقاب.

ولا تجب المعرفة على التحقيق التي لا يصلها إلا صاحب النظر الدقيق ، كالعلم بأنّ الأبدان هل تعود بذواتها ، أو إنّما يعود ما يماثلها بهيئاتها؟

وأنّ الأرواح هل تعدم كالأجساد ، أو تبقى مستمرّة حتّى تتصل بالأبدان عند المعاد؟

وأنّ المعاد هل يختصّ بالإنسان ، أو يجري على كافّة ضروب الحيوان؟

وأنّ عودها بحكم الله دفعيّ أو تدريجيّ؟

وحيث لزمته معرفة الجنان وتصوّر النيران لا تلزمه معرفة وجودهما الان ، ولا العلم بأنّهما في السماء أو في الأرض أو تختلفان.

وكذا حيث تجب عليه معرفة الميزان ، لا تجب عليه معرفة أنّه ميزان معنوي ، أو له كفّتان ، ولا تلزم معرفة أنّ الصراط جسم دقيق ، أو هو عبارة عن الاستقامة المعنويّة ؛ على خلاف التحقيق ، والغرض أنّه لا تشترط في تحقّق الإسلام معرفة أنّهما من الأجسام وإن كانت الجسميّة هي الأوفق بالاعتبار وربما وجب القول بها عملاً بظاهر الأخبار [١].

ولا تجب معرفة أنّ الأعمال هل تعود إلى الأجرام ، وهل ترجع بعد المعنويّة إلى صور الأجسام؟

ولا تلزم معرفة عدد الجنان والنيران ، وإدراك كنه حقيقة الحور والولدان.


[١] أُنظر الكافي ٨ : ٩٥ ح ٦٩ وص ٣١٢ ح ٤٨٦ ، ونهج البلاغة : ١١١ الخطبة ٨٣ ، ومعاني الأخبار : ٣٢ ، وتفسير الصافي ١ : ٨٥ ، وبحار الأنوار ٧ : ٣٧ ح ٥ والترغيب والترهيب : ٤٢٨ و ٤٢٩.

اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست