اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 53
المبحث
الثاني :
في
النبوّة
والواجب على
أهل كلّ ملّة معرفة نبيّها المبعوث إليها لإبلاغ الأحكام ، وتعريف الحلال والحرام
، وأنّه الواسطة بينهم وبين المعبود ، والموصل لهم بطاعته إلى غاية المقصود ؛ لأنّ
تقريب الناس إلى الصلاح وإبعادهم من الفساد واجب على ربّ العباد.
ولا يمكن ذلك
بتوجيه الخطاب من ربّ الأرباب بخلق الأصوات ؛ لكثرة الوجوه فيها والاحتمالات ، فلا
يحصل لهم كمال الاطمئنان ؛ لتجوّز أنّها أصوات صدرت من بعض الجانّ.
ولا بإرسال من
لا يدخل تحت قسم من الناس من الملائكة أو الجنّ أو النسناس ؛ لأنّ النفوس لا تركن
إليه ، وفعل المعاجز ربما لا يُحال عليه.
فالنبي المبعوث
إلينا ، والمفروض طاعته من الله علينا ، أعلى الأنبياء قدراً ، وأرفع الرسل في
الملإ الأعلى ذكراً ، الذي بَشّرت الرسل بظهوره ، وخُلِقت الأنوار كلّها بعد نوره
، علّة الإيجاد ، وحبيب ربّ العباد ، محمّد المختار صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأحمد صفوة الجبّار ، ذو المعجزات الباهرة ، والآيات
الظاهرة التي قصرت عن حصرها ألسن الحُسّاب ، وكلّت عن سطرها أقلام الكُتّاب :
كانشقاق القمر
، وتظليل الغمام ، وحنين الجذع ، وتسبيح الحصى ، وتكليم الموتى ، ومخاطبة البهائم
، وإثمار يابس الشجر ، وغرس الأشجار على الفور في
اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 53