responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 320

المحافظة على نيّة الوجه نوى الواجب [١] قربة إلى الله تعالى ، واختلاف نيّة الوجه في الغاية والتقييد لا مانع منه.

المقصد العشرون

في أنّه لا ينبغي ترجيح العبادات الراجحة بحسب الذات ، لا من جهة الصفات مع وحدة الذات على المرجوحة دائماً ، فيقتصر على الراجح ، لأنّ السيّد إذا أمر عبده بأوامر أراد منه الامتثال لجميعها ، فلا معنى لأن يأمره بالماء فيأتيه بالعسل ، أو بالذهاب إلى عيادة فلان أو زيارته فيذهب إلى عيادة أو زيارة من هو أفضل منه ، متعلّلاً بالأفضليّة.

فتمام العبوديّة والانقياد بأن يأتي بجميع أوامره الموجبة والنادبة والراجحة والمرجوحة ، وإلا لانحصرت الزيارة بزيارة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والطاعات المرغوبة بالصلاة ، والذكر بقول «لا إله إلا الله» وهكذا ، فيقتصر في كلّ جنس على أفضله ، بل يلزم منه الاقتصار على نوع واحد ، ومثل ذلك يجري في جميع المطالب والملاذّ في المأكولات والمشروبات والملبوسات ، فالتفنّن في كلّ شي‌ء من مطالب العقلاء.

فلا معنى لترك السنن لطلب الأفضل منها ، ولا للاشتغال بالواجبات الكفائيّة مع قيام الغير بها عوضاً عنها ، كما جرت عليه سيرة كثير من العلماء والصلحاء من ترك قراءة القرآن ، وعيادة المرضى ، وتشييع الجنائز ، وزيارة الإخوان ، وزيارة المعصومين [٢] وترك النوافل الرواتب التي يشبه تركها ترك الواجب ، متعلّلين بأنّ طلب العلم أفضل ، وأنّ ترجيح المفضول على الفاضل لا يُعقل.

وهذا مخالف لطريقة أهل الأديان من زمان أبينا آدم عليه‌السلام إلى الان ، وقد علم من طريقة هذه الأُمة وسيرة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّة عليهم‌السلام أنّهم لم يزالوا يجمعون بين العبادات المقبولة ، الفاضلة منها والمفضولة.


[١] في «ح» زيادة : ندباً.

[٢] في «ح» زيادة : من تسلّط الشيطان.

اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 320
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست