اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 30
تحريضه
على الوهّابيّين
بعد ظهور بدعة
محمَّد بن الوهّاب وانتشار مذهب الوهّابيّة في طائفة عنزة اعتنق هذا المذهب سعود
بن عبد العزيز ، وبه عظمت شوكة الوهّابيّين وكانت له هجمات وحشيّة على العراق
فضربوا في الهمجيّة والوحشيّة الرقم القياسي ، فإنّ وحشيّتهم تنفر منها آكلة لحوم
البشر ، كلّ ذلك عداوة ونفوراً عن الحقّ ودليله.
وطالما عانت
منهم العتبات المقدّسة في سفك الدماء ونهب الأموال ، فقد عاثوا في كلّ كربلاء
المقدّسة ، إلا أنّهم لم يستطيعوا أن يفعلوا في النجف ما فعلوه في غيرها ببركة هذا
الشيخ وأمثاله.
ففي سنة «١٢١٧ ه
ق» غار عبد العزيز الوهّابي على الحرمين الشريفين النجف وكربلاء وقتل جماعة من
العلماء والمجاورين ، ومن جملة من قتلهم العالم الفاضل الكامل ملّا عبد الصمد
الهمداني صاحب بحر المعارف.
ولمّا بلغ أهل
النجف نبأ توجهه إلى البلدة ، وأنّه قاصد مهاجمتها على كلّ حال ، فأوّل ما فعلوه
أنّهم نقلوا خزانة الأمير عليهالسلام إلى بغداد خوفاً عليها من النهب كما نهبت خزانة الحرم النبوي ، ثمّ أخذوا
بالاستعداد له والدفاع عن وطنهم وحياتهم.
وكان القائم
بهذا العبء ، والمتكفّل شؤون الدفاع هو العلّامة الزعيم الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء
«رحمهالله» ، وساعده بعض العلماء ، فأخذ بجمع السلاح ، وبجلب ما يحتاج إليه في
الدفاع ، فما كانت إلا أيّام حتّى ورد الوهّابي بجنوده ونازل النجف ليلاً ، فبات
تلك الليلة ، وعزم على أن يهجم على البلدة نهاراً ، ويوسّع أهلها قتلاً ونهباً.
وكان الشيخ «رحمهالله»
قد أغلق الأبواب ، وجعل خلفها الصخور والأحجار ، وكانت الأبواب يومئذٍ صغيرة ،
وعيّن لكلّ باب عدّة من المقاتلة ، وأحاط باقي المقاتلين بالسور من داخل البلدة ،
وكان السور يومئذٍ واهي الدعائم ، بين كلّ أربعين أو خمسين ذراعاً منه قولة أي
حصار وكان قد وضع في كلّ قولة ثلّة من أهل العلم شاكين بالسلاح ، فكان جميع ما في
البلدة من المقاتلة لا يزيدون على المأتين ؛ لأنّ أغلب الأهالي خرجوا هاربين حينما
وقفوا على توجّه العدوّ ، واستجاروا بعشائر العراق ، فلم يبقَ مع الشيخ إلا ثلّة
من مشاهير العلماء ،
اسم الکتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 30